كثيرا ما يطلب من المتعلم قراءة النص
قراءة صامتة، والمدرس يعلم علما يقينا أن البعض لن يقرأه -وربما تكون الأغلبية- يطرح
بعد هذا النشاط أسئلة لمدى تحقق هدف القراءة الصامتة لكن يلتجئ في الأخير إلى
اختيار نفس المتعلمين - ضمن المدرس قراءتهم لهذا النص - دون التفكير في القيام
بتغيير الممارسة والمناقشة الذاتية لأسباب عدم إقبال المتعلمين على هذا الفعل
النوع من القرآني وإعراضهم على مواصلة فك الرموز والمعنى بطريقة صامتة، ويمكن
إنتاج عدة فرضيات لتفسير هذا الإعراض: مثلا ضعف التركيز، الدينامية الجسدية
والذهنية لا تترك المتعلم يركز في الفعل القرائي الصامت الحاجة إلى تدريب يومي على
هذا النوع القرائي ليحقق غايته المرجوة، غير متعاقد مع المدرس على المطلوب من هذه
القراءة ...
يمارس الإنسان القراءة الصامتة طيلة
اليوم، مشاهدة التلفاز يقرأ صامتا في المقهى يأخذ جريدة ويقرأ صامتا في الشارع
يقرأ اللوحات قراءة صامتة. يمر فالفعل القرائي الصامت يأخذ حيزا كبيرا في حياتنا
اليومية، لذا لابد من إيلائه أهمية بالغة في المدرسة ومحاولة تغيير الممارسات
الديداكتيكية. لهذا النوع القرائي والانطلاق من
مبادئ ثلاث: الأول التدرج، والثاني التدريب المستمر (الاستمرارية)، والثالث ضمان
القراءة.
الهدف: ضمان القراءة.
المدة الزمنية: على مدار السنة الدراسية.
الوسائل: الكتاب المدرسي - نصوص مستنسخة حجمها
يراعي قدرات ومستوى المتعلمين.
التدريب: يومي / يومان في الأسبوع.
مراحل الإنجاز: قبل بداية هذا النشاط في بداية السنة،
يتعاقد المدرس تعاقدا أوليا مع المتعلمين بأن هناك نشاط القراءة الصامتة يعرض
الغاية منه وبنود العقد الأول المبرم ومدة الاشتغال على هذا العقد قبل تغييره،
ويستحسن إعلام المتعلمين بتغيير بنود التعاقد، المقترح التالي يمثل مراحل إنجاز
الفعل القرائي خلال السنة:
المرحلة الأولى: ضمان قراءة العنوان والكلمتين الأولى والأخيرة.
قبل عرض النص الأول، يحث المدرس
المتعلمين على التركيز على العنوان والكلمتين الأولى والأخيرة، يستمر هذا التعاقد الأول
مدة يعينها المدرس (كل مدرس له الحق في اختيار بنود هذا التعاقد الأول ومدته حسب
قدرات متعلميه والتكامل الداخلي المواد اللغة). يوجه المدرس إذن انتباه المتعلمين
بالتركيز على العنوان والكلمتين الأولى والأخيرة من النص كبداية تدريبية لفعل القراءة
الصامتة، حيث يبدأ المتعلمون بالتركيز على ثلاث عناصر.
وقد يجد المدرس بعض المتعلمين إضافة
إلى هذه الكلمات تمكنوا من تذكر بعض الكلمات الأخرى، والمدرس مطالب بتشجيع ذلك
مبدأ التدرج يحتم علينا هذه البداية وتجاوز إدخال الإحباط في نفوس المتعلمين
لقراءة نص يبدو له طويلا، الهدف الذي يضعه المدرس نصب عينيه في هذه المرحلة من
تركيز على كل مستحيل (النص) كما يبدو للطفل إلى تركيز جزء ممكن (كلمات)، من عدم
قراءة النص كلية إلى ضمان قراءة بعض كلماته.
المرحلة الثانية: الكلمات المهيمنة في النص.
بعد ذلك التأكد من تحقيق هدف المرحلة
الأولى، يضيف المدرس بندا آخر وهو التركيز على الكلمات المهيمنة في النص، أي التي
أعيدت بشكل كبير في النص، ويضمن هنا المدرس بعد التدريب قراءة 30% من النص.
المرحلة الثالثة: الكلمات وعدد مرات التكرار.
يمكن للمدرس في هذه المرحلة قبل ممارسة
الفعل القرائي الصامت، أن يقترح كلمة أو كلمتين أو ثلاثة - يجب مراعاة مبدأ التدرج
- ليبحث المتعلمون عن عدد مرات تكرارها، أو يتركهم يقرأون فيما بعد يقترح الكلمات،
ويضمن المدرس في هذه المرحلة تقريبا قراءة 50% من النص.
المرحلة الرابعة: الكلمة ما قبلها وما بعدها - مشتقاتها - مرادفها - ضدها.
مراعاة لمبدأ التدرج من جهة والتعاقد
من جهة أخرى، وضمانا للقراءة، يقوم المدرس بتحديد قبلي للكلمة التي سيتم الاشتغال
عليها والتركيز خلال القراءة الصامتة على ما قبلها وما بعدها ثم مشتقاتها ثم
مرادفها وضدها، ويراعي المدرس في هذه الحالة قدرات متعلميه في تغيير بنوده
للتعاقد، وهنا يصل المدرس إلى ضمان قراءة 60% تقريبا من النص.
المرحلة الخامسة: الاشتغال على الجمل.
في مرحلة متقدمة، يضيف المدرس مع
متعلميه بند الاشتغال على العبارات والجمل محددا نشاط الاشتغال بدقة قبل الشروع في
ممارسة الفعل القرائي الصامت حتى يكون المتعلم مستعدا للقيام بالاستراتيجيات القرائية
الخاصة به، ويصل المدرس في هذه -
المرحلة إلى ضمان قراءة 80% من النص.
·
جملة متضمنة لكلمة معينة: مرادف / ضد / حرف / فعل / اسم .....
·
جملة متضمنة لظاهرة تركيبية أو صرفية أو إملائية / جملة لها
نفس معنى / جملة مندرجة على ترسيمة معينة.
ملاحظات:
- يمكن للمدرس أن ينفتح على قراءة
الصورة قراءة صامتة عبر استراتيجيات خاصة مراعيا مبدأ التدرج ومبدأ الاستمرارية (التدريب
المستمر) ومبدأ تحقيق ضمان القراءة.
- النسب المقترحة هي نسب تقريبية، وغير متعلقة
بدراسة ميدانية معينة فهي تخمينات قد تكذبها دراسات وقد تؤكدها أخرى.
- مراعاة لمبدأ الفروق الفردية قد يكون
التعاقد متعددا، كل فئة يقوم المدرس بتسطير بنود العقد حسب قدراتهم ويكون العقد
مفتوحا وذلك لتجاوز تكبيل المتعلم.
- إدخال جانب المنافسة في إنجاز الفعل
القرائي الصامت على شكل لعبة مثلا بالبحث عن كلمات معينة أو عدد تكرارها.
فكرة
المفتش التربوي عمر حيضر.
تقديم وإغناء
المفتش التربوي محمد فصيح بتاريخ 16 شتنبر 2020.