تحولت عملية توظيف أستاذ جامعي جزائري إلى قضية "رأي عام" على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما فشل في اجتياز امتحان المقابلة، رغم الشهرة الكبيرة التي يتمتع بها في مجال اختصاصه كواحد من المراجع المهمة في العلوم الشرعية والدينية في بلاده.
ويتعلق الأمر بالأستاذ عبد الحليم قابة، الحاصل على دكتوراه في الدراسات القرآنية، والذي سبق له أن تقلد عدة وظائف في مؤسسات جامعية داخل الجزائر وأيضا في السعودية وسوريا، قبل أن يقرر مؤخرا العودة إلى الجزائر لإكمال مشواره المهني.
#متضامنون مع فضيلة الشيخ الدكتور عبد الحليم قابة نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الأستاذ الدكتور عبد...
Posted by جريدة البصائر on Wednesday, June 26, 2024
وبجانت نشاطه الأكاديمي، يعتبر هذا الأستاد من أبرز الأوجه التلفزيونية في البلاد إذ اعتاد المشاهدون على متابعة حصصه الدينية، نهار كل جمعة.
وذكر نشطاء أن المدرس عبد الحليم قابة حاول الالتحاق بجامعة الأغواط، جنوب الجزائر، فقدم على وظيفة مدرس، إلا أنه فشل في ذلك، بعدما رسب في امتحان مقابلة التوظيف، حيث حصل على علامة 0.25 من أصل 4، وهو ما أثار حفيظة العديد من المعلقين.
وعبرت جمعية العلماء المسلمين في الجزائر عن تعاطفها مع الدكتور قابة من خلال بيان جاء فيه أن أن الدكتور قابة "الذي ملأ الشاشات علما ونصيحة، واعتلى المنابر داعيا ومرشدا، ثم ارحتل إلى بلاد الحجاز أستاذا محاضرا بأرقى جامعاتها (...) يمنح 00ِ.25 من أصل 04 نقاط في مقابلة التوظيف بجامعة الأغواط، مما يعني إقصاءه وحرمانه من التوظيف".
قضية الدكتور عبد الحليم قابة - زميلي بثانوية ابن باديس- هي القشة التي قصمت ظهر البعير فسلوك لجان التوظيف في الجامعات...
Posted by Mohamed Salhi on Thursday, June 27, 2024
ودون البرلماني السابق والناشط السياسي، محمد صالحي "قضية الدكتور عبد الحليم قابة، زميلي بثانوية ابن باديس، هي القشة التي قصمت ظهر البعير، فسلوك لجان التوظيف في الجامعات أو في غيرها ليست وليدة اليوم، وتقوم بالأساس على المحسوبية والحزبية والعروشية والجهوية، وفي الكثير من الأحيان على الرِّشى".
#لك_الله_يا_جزائر فضيحة أخلاقية تمس جامعة عمار ثليجي - الاغواط - باقصاء الاستاذ الدكتور عبد الحليم قابة من التوظيف...
Posted by CANAL ORAN on Thursday, June 27, 2024
ووصفت أحدى الصفحات ما وقع لهذا الأستاذ الجامعي بـ "الفضيحة"، مشيرة إلى "الخبرة الكبيرة التي يملكها في مجال التدريس والتأليف".
بالمقابل، دافع مدونون آخرون عن قرار جامعة الأغواط التي رفضت توظيف الأستاذ عبد الحليم قابة، على اعتبار أن "ذلك يخضع لمعايير وشروط لم تكن متوفرة في ملف الأخير"، مثلما أشاروا إليه.
وكتب الناشط السياسي والإعلامي، جمال ضوء، "الأستاذ الذي يختار الاستقالة من وظيفته في الجامعة الجزائرية ويقرر البقاء في جامعة خليجية إلى غاية بلوغ سن التقاعد الستين أو ما يفوقها بقليل، حيث يصبح من شبه المستحيل أن يجدد عقده، وبحكم أنه لا يوجد تقاعد للأجانب وكل ما يحصل عليه الأستاذ هو مكافأة نهاية خدمة (راتب شهر عن كل سنة خدمة)، فتجديد التقاعد بعد هذه السن من المستحيل تقريبا".
وأضاف "أقول يجد نفسه من دون تقاعد ويواجه البطالة، لهذا يفترض أن يحسب كل أستاذ حسابا لهذا اليوم ويؤمن مصدر رزق له بشكل ما بعد نهاية خدمته، ولا يعول على العودة إلى العمل في الجامعات الجزائرية".
قضية الأستاذ عبد الحلية قابة.. النقاش الأكاديمي يجيب أن يبقى بعيدا عن العوام ومحدودي المستوى العلمي.. توظيف أستاذ جامعي...
وفي السياق ذاته، دونت ناشطة أخرى "قضية الأستاذ عبد الحلية قابة.. النقاش الأكاديمي يجيب أن يبقى بعيدا عن العوام ومحدودي المستوى العلمي.. توظيف أستاذ جامعي هي مهمة منوطة بالعلميين والمتخصصين، وليست من اختصاص نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.. توقفوا عن الهراء من فضلكم".
ودفع الجدل القائم حول هذه القضية الأستاذ المعني إلى نشر تدوينة على حسابه الرسمي بموقع فيسبوك، عبر فيها عن موقفه وشرح ما وقع له في امتحان التوظيف.
وكتب الدكتور عبد الحليم قابة "لم أكن راغبا في خروج خبر المسابقة، ولا أرغب -والله- في الكلام عن شخصي أبدا، ولكن دافع الحب والنصرة والتعاطف هو الذي حمل كثيرين على نشر ما نشروا، فجزاهم الله خيرا على كل حال".
بطاقة شكر وتوضيح واعتذار والتماس!!!
وأضاف "أقول بأنني ذهبتُ مطلوبا إلى مكة سنة 2013، للتدريس في جامعة أم القرى، ولما تعذر تمديد الاستيداع بعد أن اشتريت تذاكر الأسرة وسجلت أولادي هناك للدراسة، اضطررت إلى الاستقالة، واستمررتُ في التدريس هناك في الجامعة والحرم، قرابة العشر من السنوات، والحمد لله، ولما انتهى عقدي هناك عدتُ إلى بلدي العزيز، وأنا الآن أنتظر دون عمل مدة 16 شهر تقريبا".
وتابع "تقدمت لإعادة إدماجي في منصبي (أستاذ محاضر) فلم تنعقد اللجنة إلى الآن، ولكنهم وعدونا خيرا، فتقدمت احتياطا للمسابقة مع سائر الناس للتوظيف من جديد (مساعد ب) خوفا من البقاء في البطالة، لأن إعادة الإدماج غير مضمون، ولستُ راغبا - يعلم الله - في منافسة أبنائي، ولا في حرمان أحد، ولا في الخروج من العاصمة، ولا في الإضرار بالجامعة، ولكن لكل أجل كتاب، ثم حصل ما حصل، والحمد لله على كل حال. والله يحسن العاقبة للجميع".