كشف محمد زروالي، مدير المناهج بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن الأخيرة ستعمم تجربة "مؤسسات الريادة" على المستوى الابتدائي، ابتداء من الموسم الدراسي المقبل.
وأبرز زروالي، ضمن توضيحاته أن الوزارة قررت توسيع هذه التجربة لتشمل 2000 مؤسسة تعليمية إضافية موزعة على مختلف جهات المملكة، مما سيمكن من توسيع عينة التلاميذ المستفيدين من هذا المشروع لمليون تلميذ وتلميذة.
ويندرج مشروع مؤسسات الريادة بسلك التعليم الابتدائي في إطار تنزيل مقتضيات الإطار الاجرائي لخارطة الطريق التي اعتمدتها الوزارة، والتي تسعى من خلالها الرفع من نسبة التحكم في التعلمات الأساس ومحاربة الهدر المدرسي، وتمكين الأطفال من استفادة قصوى من أنشطة الحياة المدرسية.
ولفت زروالي إلى أن المشروع استهدف في مرحلة أولى عينة أولية حددت في 626 مؤسسة تعلمية عمومية تم اختيارها بناء على معيار الرغبة الطوعية في انخراط فرقها التربوية، وتم خلالها تكوين 7000 أستاذ يتم تأطيرهم من طرف 157 مفتشا تربويا استفادوا من تكوين عالي الجودة من طرف فرق خبرة دولية في مقاربتي TARL والتدريس الصريح، مع إعداد بحوث تدخلية ميدانية وإشهاد بعدي في المقاربة، مما ضمن استفادة 320000 تلميذ خلال المرحلة الأولى.
ولتوسيع هذه التجربة، يضيف المسؤول نفسه، يستلزم تكوين عدد إضافي من الفاعلين، خاصة المفتشين المؤطرين ومديري المؤسسات التعليمية وأطر التوجيه والأساتذة، وذلك عبر التكوين النظري العملي ثم التطبيق الميداني والبحوث.
وانطلقت عملية تكوين مختلف الفاعلين من خلال تكوين 407 مفتشين تربويين عبر سلسلة لقاءات عن بعد مع فرق الخبرة الدولية، ثم ورشات عمل جهوية مرفقة بإعداد بحوث تدخلية.
وسيؤمن 32000 أستاذ وأستاذة تنزيل المقاربات البيداغوجية بالفصول الدراسية لفائدة ما يقارب مليون تلميذ، إلى جانب 2000 مدير مؤسسة سيعملون على تنزيل مشروع المؤسسة المندمج وفق تصور نموذج مؤسسات الريادة.
كما باشرت مختلف المديريات الإقليمية عملية تجهيز المؤسسات الدراسية وتأهيلها، بما يمكن من أجرأة مختلف المقاربات وتوفير الظروف الأمثل للتعلم، كما يوضح زروالي.
ماذا عن النتائج؟
يؤكد المسؤول التربوي نفسه في هذا الصدد على أن النتائج الأولية التي تم تجميعها بناء على تمرير فردي مع كل تلميذ في المواد الثلاث: عربية، فرنسية، رياضيات، أبانت عن تطور ملموس في مستوى تحكم التلاميذ بمؤسسات الريادة.
وأكد أن مختلف التدابير المعتمدة بنموذج مؤسسات الريادة كفيلة بجعل التلاميذ المستفيدين يتمكنون من تدارك النقص الحاصل لديهم بسبب تراكم التعثرات، وتوفير تعلم فعال يمكن من تمكينهم من التعلمات الأساس لمواكبة تعلماتهم المستقبلية، وكذا استدامتها لديهم من أجل الرفع من نسب التحكم، والرفع من نسب الأداء في الروائز الدولية والوطنية pirls-timss…
وأوضح أن سياق اعتماد نموذج مؤسسات الريادة أتى بناء على البحوث المنجزة حول درجة التحكم في التعلمات الأساس التي حددت نسبة تحكم المتعلمين في التعلمات الأساس لا تتجاوز 30%، وبعد أن تبين أن السبب الأساس في هذه الوضعية يعود لتراكم التعثرات لدى المتعلمين إضافة لعدم بناء التعلمات بشكل يممكن من استدامتها لديهم.
ورأت الوزارة على ضوء هذه البحوث، يقول الزروالي، أن الحل الأنجع لتجاوز تراكم التعثرات اعتماد مقاربة التدريس وفق المستوى المناسب التي أبانت عن نجاعتها في أكثر من 20 دولة، ومن أجل إرساء جيد للمكتسبات وتجاوز إكراه الحاجة المستمرة للدعم تم اعتماد مقاربة التدريس الصريح التي تلائم أكثر التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلمية، إضافة لاعتماد التخصص الذي سيمكن من استثمار أمثل لموارد البشرية وكذا زمن التعلم.
وقال إنه من أجل أجرأة المشروع تم الاشتغال على تكوين مفتشين وأساتذة ومديري مؤسسات في أحدث المقاربات (157 مفتشا، 11000 أستاذ، 626 مدير مؤسسة).
وتوزيع التخصصات بين الأساتذة كان بناء على الكفايات المهنية والتكوين الأساس للمدرس وكذا أقدميته في تدريس المادة.
ويتم تنزيل التخصص بالمؤسسات التي تسمح بنيتها المادية والبشرية بذلك، المواد المشمولة بالتخصص هي: عربية، فرنسية، رياضيات، بحيث يدرس كل أستاذ نفس الحيز الزمني البرمج في المنهاج الدراسي لعدد من الأفواج بحيث يستوفي مدة اشتغاله بالمؤسسة.
ويتم في هذه المدارس تجهيز الفصول الدراسية: مسلاط عاكس DATASHOW، حواسيب، مكتبات صفية... لأكثر من 7500 حجرة دراسية. لذلك تم تزويد الأطر التربوية بحواسيب، عُدد بيداغوجية لأجرأة المقاربات البيداغوجية الخاصة بإرساء الموارد ودعم التعثرات، وتحفيز الأطر من خلال منح مالية لأعضاء الفريق التربوي للمؤسسة، ووسائل العمل ووسائل ديداكتيكية، وتأطير عن قرب وفق نظام الإشهاد يمكن من الترقي المهني، ومنح خاصة بمشروع المؤسسة لتوفير الظروف المناسبة للتعلم وأجرأة الأنشطة الموازية.
هل يتم تتبع العملية؟
أكد مدير المناهج بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أن عملية قياس الأثر تكتسي أهمية بالغة في تحديد نتائج التدابير البيداغوجية المعتمدة في إطار نموذج "مؤسسات الريادة"، حيث تستفيد هذه المؤسسات من نظام للتتبع والتقويم، يسمح بقياس أثر هذه التدابير على مكتسبات التلاميذ بشكل مستقل ثم بشكل متكامل، مع تحديد أثرها على مكتسبات التلميذات والتلاميذ من خلال الاستثمار الأمثل للمعطيات التي يتم تجميعها وتحليلها.
وتتم عملية تتبع الأثر خلال محطات خاصة باعتماد روائز ممعيرة، من أجل تحديد المستوى القبلي ثم البعدي للتحكم في التعلمات الأساس، حيث تتم برمجتها قبل وبعد تقديم أنشطة الدعم التربوي باعتماد مقاربة التدريس وفق المستوى المناسب وكذا مقاربة التدريس الفعال، والتي يقوم بها مفتشون تربويون من أجل التحقق من مختلف التقويمات المنجزة، وهيآت مستقلة تشمل الهيأة الوطنية للتقويم ومراكز البحث العلمي، إضافة إلى باحثين تربويين في إطار القيام ببحوث تدخلية حول المقاربات المعتمدة وآثارها.