بدأ العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك، وسط تحديات جمة تواجهها الأسر محدودة الدخل والطبقة المتوسط لتأمين كبش العيد، الذي بلغت أسعاره أرقاما قياسية هذه السنة، مدفوعة بالتضخم وتداعيات الجفاف وغلاء الأعلاف في السوق الوطنية.
وككل سنة، تعرف أسواق الأضاحي رواجا كبيرا بعد توصل الموظفين والأجراء برواتبهم الشهرية، التي تتزامن هذه السنة مع نهاية الأسبوع الجاري، إذ يتوقع أن تلجأ كثير من الأسر إلى شراء أضحية العيد في اليومين المقبلين.
بوسلهام العوني، متاجر بالأضاحي بمنطقة الغرب، صرح لهسبريس بأن الأسواق خلال الأيام الماضية “عرفت رواجا ضعيفا”، مبرزا أنها تميزت بوفرة العرض وقلة الطلب.
وأضاف العوني أن الأسواق التي يتوافق انعقادها مع توصل الموظفين بأجورهم الشهرية تسجل “رواجا أكبر مقارنة بباقي الأيام والأسابيع الأخرى”، متوقعا أن تكون هذه السنة “مماثلة للسنوات السابقة”.
وأكد المتحدث ذاته، الذي يتحدر من إقليم القنيطرة، أن الإنتاج متوفر “بشكل كبير، والخير موجود والحمد لله، خصْنا غِير الشّاري”، معبرا عن أمله أن تنتعش الحركة في أسواق بيع الأضاحي في الأيام المقبلة وأن تكون الأسعار مناسبة تضمن للفلاحين ومربي الماشية “أرباحا تتلاءم مع الجهود والأدوار التي يقومون بها من أجل الحفاظ على توازن السوق وضمان وصول الأضاحي إلى جميع المغاربة”.
من جهته، قال بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة الوطنية لحماية المستهلك، إن “سوق الأضاحي حرة والأسعار حرة، ولا يمكن أن يتم التدخل فيهما”، مستدركا بأنه في حالة رؤوس الأغنام المستوردة “الحكومة مطالبة بتسقيف أسعارها، لأن مستورديها مدعمون من المال العام المحدد في 500 درهم للرأس، وهو ما يخلق تنافسية غير شريفة بين من ينتج الأغنام ومن يستوردها ويحصل على دعم مباشر عن كل رأس”.
وأضاف الخراطي مهاجما مستوردي الأغنام، حيث وصفهم بـ”الشناقة الجدد”، أن “الشناق العادي الذي يشتري من الفلاح في السوق، ويكون كوسيط بين الفلاح والمستهلك، انضاف إليه الشناقة الافتراضيون، وهناك نوع من الشناقة أصحاب المال ولا علاقة لهم بتربية المواشي، يستثمرون عبر جلب الخروف من الخارج ليستفيدوا من دعم الدولة”.
وأشار الخراطي إلى أن توصل الموظفين والأجراء وأصحاب الدخل الشهري عموما بالأجور “يؤثر على الأسعار من خلال الرفع من الطلب على الأضاحي في الأسواق”، لأن الجميع يتجه في الوقت نفسه إلى السوق لشراء الأضحية.
وأفاد رئيس الجامعة الوطنية لحماية المستهلك بأن “عيد الأضحى من المواسم الأكثر استهلاكا، يحدث فيه تركز للإقبال على شراء الأضاحي في وقت محدد كما يحدث في رمضان، وهو الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع الأسعار والمساهمة في استنزاف القدرة الشرائية للموظف والأجير”، مطالبا المواطنين بعدم الإقبال على أضاحي العيد دفعة واحدة.