استمرارٌ لمذكرات الصحافي والمسؤول الإعلامي البارز السابق محمد الصديق معنينو يصدُر مؤلفا جديدا، عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر، بعنوان “بصمات”، وهو كتاب لم يخصّصه للبيع، بل للإهداء لمن سبق أن اقتنى أجزاء “أيام زمان”.
وذكر المدير الأسبق للتلفزة الوطنية، والكاتب العام السابق لوزاة الاتصال، أن فكرة الكتاب الجديد راودته وهو يعدّ وثائقه ويبوّبها وينظّمها لتقديمها لـ”أرشيف المغرب”؛ فاكتشف امتلاكه “ما يزيد عن ألفي صورة، تؤرخ لعدد كبير من الأحداث”، موردا: “كنت أحد الحاضرين فيها أو قريبا من المسؤولين عنها… فاغتنمت المناسبة لاستغلال بعضها في هذا المؤلف رغبة في تقاسمها كما تقاسمت مذكراتي”.
وكتب الصديق معنينو مقدّما منشوره الجديد: “بين يديك (أيها القارئ) ما يمكن اعتباره الجزء السابع من سلسلة ‘أيام زمان’، وهو ملخص عن عملي في ميدان الإعلام على مدى أربعين سنة… لقد تبلورت هذه الفكرة بسرعة، حيث يمكن اعتبار هذا الجزء توثيقا إيكونوكرافيا لما سبق أن دونته من وقائع وأحداث”.
وتابع معنينو: “إن فترة حكم الحسن الثاني تظل فريدة وغنية، ارتبطت بشخصية الملك وأفكاره ومشاريعه وقوته التواصلية وعلاقات المغرب الخارجية، وأساسا بتنظيمه المسيرة الخضراء… ورغم مرور نصف قرن على تلك الملحمة الشعبية تظل ذكراها وأناشيدها ومعاركها خالدة في الذاكرة الوطنية…”.
ثم نبه الكاتب إلى أن فهم الصور التي يضمها مؤلف “بصمات” يتطلب العودة إلى الأجزاء الستة من “أيام زمان”؛ “كأحسن طريقة لمعرفة أبعادها التاريخية وظروف التقاطها وتفاصيل قصتها”.
لكن هذه الصور لا تُتِم فقط مذكرات معنينو، بل نبهت ذاكرته أيضا إلى وقائع نسيها ولم يدونها، ومنها “أخطر تصريح” لم يُذَع للملك الحسن الثاني، وأوامره بقطع نقل جلسة لاجتماع لجنة القدس في سرية تامة، وقصة لوحات زيتية اشتراها الملك في القاهرة وعم الفرحُ بها القصر الملكي سنة 1964، ووقائع مثل انفجار طائرتين عسكريتين إبان نقل تلفزي مباشر، والملك الحسن الثاني والرئيس ياسر عرفات والأمين العام لجامعة الدول العربية في اجتماع بالقصر الملكي بمراكش.
مثل هذه الأحداث التي حفّزت تذكّرها الصور قد تدفع، وفق ما أسرّ به محمد الصديق معنينو لقرّائه في مقدمة منشوره الجديد، إلى إضافة جزء جديد إلى مذكرات “أيام زمان”.