امتعض نشطاء أمازيغيون من إقصاء شعبة الدراسات الأمازيغية في عدد من الجامعات المغربية و ممارسة التمييز في حق اللغة الأمازيغية مقارنةً بباقي اللغات الآخرى ، متهمين وزير التعليم العالي، عبد اللطيف ميراوي، بمحاصرة تدريس تمازيغت في الجامعات المغربية.
واعتبرت مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي، وهي هيئة مدنية معروفة باهتمامها بالشأن الأمازيغي ودفاعها عن القضايا الأمازيغية، أن الحكومة الحالية تتمادى في تقطير سياسية التمييز تجاه اللغة الأمازيغية ، متهمةً إياها بـ تحجيم ولوجها وإدماجها ضمن شُعب ومسالك الدراسات اللغوية بالجامعات المغربية، وتنكرھا لروح الدستور ولمقتضيات القانون التنظيمي رقم 16-26 .
وأوردت المجموعة التي تضم عددا من إيمازيغن أنها رصدت وجود شعبة الدراسات الأمازيغية داخل أربع جامعات وهي جامعة أكادير ووجدة وفاس والدارالبيضاء (كلية ابن مسيك)، وكلية متعددة التخصصات بالناظور(جامعة وجدة) .
وضمن ما رصدته المجموعة ذاتها إقصاء و تغييب شعبة الدراسات الأمازيغية في الجامعات والكليات التابعة لها بكل من مراكش ومكناس والرباط وسلا والجديدة والقنيطرة وبني ملال وسطات وتطوان وطنجة والمحمدية وعشرات من الكليات المتعددة التخصصات، على رأسها: الراشدية، قلعة السراغنة؛ آسفي، الصويرة، وارزازات، تارودانت، أگلميم، السمارة، الداخلة، وعشرات من المعاهد العليا والكليات التابعة لهذه الجامعات .
وسجلت الهيئة المدنية المهتمة بالشأن الأمازيغي تغييب الأمازيغية من طرف 10 جامعات مغربية بشكل كلي، وعشرات الكليات والمؤسسات والمعاهد العليا التي من المفروض أن تضم مسالك الدراسات الأمازيغية .
وأشارت المجموعة ذاتها إلى أن توسيع تدريس اللغة الأمازيغية بالجامعات المغربية سيمكن من سد الخصاص المهول في أساتذة تدريس اللغة الأمازيغية بالمدارس العمومية والخصوصية ، مفسرةً إقصاءها من الفضاءات الجامعية بغياب إرادة سياسية حقيقية ورؤية إستراتيجية لدى الحكومة وعدم إدراكها لعمق القضية الأمازيغية .
وتفاعلا مع الموضوع، قال الفاعل والكاتب الأمازيغي، عبد الله بوشطارت، إن عدم إدراج مسالك الدراسات الأمازيغية في 10 جامعات مغربية وعشرات المعاهد العليا والمدارس يجسد حقيقة الحكومة في تعاملها مع الحقوق الأمازيغية ومع تفعيل الطابع الدستوري لها .
ووصف بوشطارت، في تصريح لجريدة مدار21 الالكترونية، تعامل الحكومة مع ملف إنصاف اللغة الأمازيغية عموما، ووضعيتها في مجال التعليم على وجه الخصوص، على أنه مسرحية هزلية ومضحكة بين وزير التربية الوطني شكيب بنموسى ووزير التعليم العالي عبد اللطيف ميراوي .
واتهم المتحدث ذاته ميراوي بـ محاصرة تدريس الأمازيغية في الدراسات الجامعية ومسالك البحث ، مبرزاً أنه يحرم آلاف الطلبة من التخصص في الدراسات الأمازيغية .
وتساءل الناشط الأمازيغي أين سيتخرج الأساتذة إذا لم يتم فتح الشعب ومسالك الدراسات الأمازيغية في كل الجامعات المغربية؟ ، منتقدا شكوى وزارة التربية الوطنية من عدم وجود أساتذة متخصصين في الأمازيغية من أجل تعميم تدريسها في وقت يحاصر تدريسها في جامعاتنا المغربية .
وتابع بوشطارت مشيرا إلى وجود تمييز حقيقي وغير مقبول أمام الوضع الدستوري الحالي وعدم المساواة بين اللغتين الرسميتين في الفرص والحقوق وفي الميزانيات المرصودة لكل واحدة منهما ، مسجلا صرف الحكومة للملايير من أجل تدريس العربية وتطبيق سياسة التعريب مقابل حرمان الأمازيغية من أبسط حقوقها .
واعتبر المهتم بواقع الأمازيغية في المجتمع والمجالات الحيوية المغربية إلى أن مثل هذه السياسيات تُفقدنا الثقة في الحكومة وأحزابها ، داعيا إلى تأسيس حزب بمرجعية امازيغية من خلال مشروع الأرضية السياسية التي طرحناها للنقاش العمومي وهي مشروع حركة النجوم الثلاثة أفگان اكال اوال .
وأحالت مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي على المادة 3 من القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية التي نصت على أنه يعد تعليم اللغة الأمازيغية حقا لجميع المغاربة بدون إستثناء ، مسترسلة بالإشارة إلى المادة 6 من نفس القانون والتي تنص على أنه يمكن أن تُحدث، طبقا للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل، مسالك تكوينية ووحدات للبحث المتخصص في اللغة والثقافة الأمازيغيتين بمؤسسات التعليم العالي، وتعتمد اللغة الأمازيغية في معاهد تكوين الموارد البشرية لفائدة الإدارات العمومية .
وأكدت الهيئة المدنية نفسها أنه بعد مرور أزيد من 13 سنة على دستور سنة 2011، ومرور حوالي 5 سنوات على صدور القانون التنظيمي، رصدنا تماطل الحكومة في تنزيل مقتضيات هذا القانون في جميع القضايا وخاصة التعليم الذي يعد على رأس الأولويات، بما فيه التعليم العالي .
وفي إبرازها أهمية تعميم شعبة الدراسات الأمازيغية في الجامعات والكليات المغربية، شدد الإطار المدني الأمازيغي على مساهمته في سد الخصاص المهول في أساتذة تدريس اللغة الأمازيغية بالمدارس العمومية والخصوصية، وتوفير الأطر والباحثين المتخصصين في اللغة والثقافة والحضارة الأمازيغية ذات كفاءة عالية لمواكبة مسلسل إدماج الأمازيغية في كل مؤسسات الدولة والإدارات العمومية أفقيا وعموديا .
ونبهت مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي الحكومة المغربية إلى التراجعات الخطيرة التي تعرفها المكتسبات المحققة على الورق لصالح الأمازيغية، على قلتها ، مستنكرةً سياسة التخبط والعشوائية التي تمارسها الحكومة بمختلف قطاعاتها في ورش تنزيل الحقوق الأمازيغية .