يعيش الوسط الجامعي بمدينة طنجة حالة من الجدل، بعد إلغاء عدد من حفلات التخرج التي كانت مقررة، ما اعتبره البعض يعكس توجس مسؤولين جامعيين من تكرار سيناريو ما بات يعرف بـ حادثة الكوفية .
علمت جريدة طنجة 24 الإلكترونية، أن إدارة كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة، ألغت حفلين لتخرج فوجين من الطلبة، كانا من المقرر أن يقاما اليوم السبت ويوم الاثنين المقبل.
ولم تصدر الجهات المسؤولة داخل الكلية أي تعليل عن الأسباب الكامنة وراء هذا الإجراء الذي أثار استياءً واسعًا بين الطلاب وأولياء الأمور.
في غضون ذلك، قال بلاغ لنادي فضاء الطالب، الذي تولى ترتيبات وتأطير حفل تخرج تم اختيار قصر الثقافة والفنون بطنجة، فضاءا له، إنه تفاجأ بإعلان على موقع الكلية مفاده التبرؤ من تنظيم هذه الفعالية ،ليتم أمر اللجنة التحضيرية بوقف أشغال إعداد الحفل بدون أي إشعار من عمادة الكلية بعد يوم شاق من التحضير والتهييئ .
وأضاف البلاغ، الذي توصلت به جريدة طنجة 24 الإلكترونية، أن هذا الإجراء تسبب في خسائر مالية ومعنوية جسيمة، وصدمة جماعية داخل الوسط الطلابي.
وجاءت هذه التطورات، بعد أسبوع من من حادثة شهدتها المدرسة الوطنية للتكنولوجيا التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، حيث رفض عميد الكلية تسليم جائزة لطالبة بسبب ارتدائها الكوفية الفلسطينية، مما أثار جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط المدنية والسياسية.
وجاءت هذه الحادثة في وقت حرص فيه طلاب عدد من المدارس والجامعات المغربية على التعبير عن تضامنهم مع فلسطين خلال حفلات تخرجهم بالكوفية الفلسطينية، كباقي زملائهم في مختلف جامعات العالم.
وضمن ردود الفعل التي أعقبت هذه الحادثة، اعتبرت النقابة الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي أن ما وقع تصرف غير مسؤول داخل فضاء أكاديمي يفترض أن تسود فيه حرية التعبير عن الرأي .
ومنذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبرالماضي، بدأ التأييد الطلابي لقطاع غزة واضحا في المغرب، وظهر ذلك من خلال فعاليات في جامعات عدّة تحت عناوين رئيسة داعمة للفلسطينيين ومساندة للمقاومة ورافضة للتطبيع.
ومع توالي المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، شهدت الجامعات، في كل من الدار البيضاء ومراكش وأغادير وطنجة وتطوان ووجدة وفاس ومكناس والناظور وآسفي والجديدة وبني ملال والمحمدية والقنيطرة والرباط والرشيدية وغيرها، حراكا طلابيا واسعا، إذ احتشد آلاف الطلاب في وقفات ومسيرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتظاهر آخرون خارج أسوار الجامعات رافعين الأعلام الفلسطينية وصور الضحايا.