مع صدور نتائج امتحانات السنة الثانية من الباكالوريا، تتجه أنظار التلاميذ المغاربة نحو مباريات الولوج إلى المدارس والمعاهد العليا ذات الاستقطاب المحدود، وتزامنا مع ذلك ينتعش “سوق ساعات الدعم” الخاصة بهذه المباريات.
وتصاعدت، في الأيام الأخيرة، عروض تقديم ساعات الدعم لفائدة التلاميذ الراغبين في الالتحاق بمعاهد ومدارس الاستقطاب المحدود وكليات الطب والصيدلة، ولم تقّل الأسعار عن 500 درهم للحصة الواحدة، وفق أولياء الأمور.
وهمّت بشكل أساسي غالبية هذه العروض الولوج إلى مدارس ( ENA/ENSA/ENSAM/ ENCG/ FMP/FMD/ INPITS…).
وقال منشور لأحد هذه العروض إن “التحضير يكون من تأطير أساتذة ذوي تجربة عالية في ميدان تحضير التلاميذ لامتحانات الولوج”.
وتضع هذه الإعلانات أرقاما للاستفسار، وأحيان أخرى روابط من أجل التسجيل في برنامج الدعم، مذكرة بأن “عدد المقاعد محدود جدا”.
وفي المقابل، قدّمت بعض من الثانويات مبادرات إحداث دورات تكوينية حول “منهجية الإعداد لمباريات الولوج إلى مؤسسات الاستقطاب المحدود”.
ومن بين الخدمات التي تعرضها عروض الدعم هذه، وفق المنشورات سالفة الذكر، “تكوين حول ظروف الاستعداد، واكتساب مهارات التعامل مع المباريات انطلاقا من نماذج السنوات السابقة”.
وطالب نور الدين عكوري، رئيس فيدرالية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب، بـ “وقف نشاط هذه العروض، وأيضا إنهاء نظام مباريات الولوج”.
وأوضح عكوري مطلبه، في تصريح لهسبريس، قائلا إنه “يتم الاعتماد فقط لولوج هذه المؤسسات والمعاهد على نقط التلميذ في الوطني والجهوي كما هو معمول به دون مباراة، حيث يتم ترتيب التلاميذ من قبل الوزارة في بوابة مسار بالترتيب حسب الاستحقاق من أعلى نقطة إلى آخرها، ويضع كل تلميذ اختياراته بالترتيب، وتأخذ بذلك كل مؤسسة العدد الذي تريد حسب نقط التلاميذ بأفضلية أعلى معدل بين الجهوي والوطني، حتى تعلن كل مدرسة ومعهد عن التلاميذ المقبولين”.
واعتبر المتحدث عينه أن إعلان مباريات الولوج إلى مختلف المدارس والمعاهد العليا له من “العبء على الأسر وعلى هذه المعاهد نفسها بشريا وماديا”، لافتا إلى أن “الاعتماد على مقترحنا سالف الذكر سيجعل كل مؤسسة تستنفد طلابها لترتيب اختياراتهم وبمجرد الإعلان وتأكيد التسجيل تسحب المجموعة من طلبات هذه المؤسسة، وهكذا بباقي المعاهد دون تكاليف المباراة والتصحيح والانتقاء وهدر الزمن والجهد والمال”، وفق تعبيره.
“كيف نشرح تلميذ انتهى من اختبارات الباك في المواد، من رياضيات وفيزياء وغيرهما، ويعود في ظرف أيام إلى امتحانات لنفس المقرر؟” تساءل عكوري، الذي أردف قائلا: “أعتقد أنه علينا أن نراجع هاته الطريقة؛ لأنها أصبحت متجاوزة وغير ذات جدوى”.
وحول ما إن كان اللجوء إلى حصص الدعم هذه “اختياريا، وكل أسرة ترغب فيه يمكنها توفير هذه الخدمة لتلاميذها، والعكس صحيح”، شدد المتحدث عينه على أن “الدعم والتحضير النفسي والعلمي في حالة استمرار العمل بمباريات اللجوء، يجب أن يكون معمما، ومن حق كل تلميذ، وليس بمنطق المال”.
وتابع: “لا تنتهي معاناة الآباء عند حصول ابنهم على الباكالوريا بميزة؛ بل ينتقل إلى مرحلة حرجة تسابق فيها الأسر جمعاء الزمن لما بعد الباك، ويتعلق ذلك بالإعداد للمدارس والمعاهد العليا، والمعدل المطلوب، والمباراة، والتنقل، و(السوايع)، لتمرير الامتحانات التي تكلف الأسر مبالغ لا يقدرون على تحملها”.
وختم رئيس فيدرالية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب قائلا: “الأسعار كبيرة للغاية، وتصل حاليا حسب العروض المتوفرة في الأيام الأخيرة إلى 500 درهم للحصة الواحدة”، مؤكدا أن “هذا الأمر غير مقبول”.