أثار القرار الوزاري الأخير، الرامي إلى إلغاء مسالك الماستر المعتمدة بجامعة محمد الأول بوجدة ودمج جميع مسالك الشعبة الواحدة في مسلك واحد، استياء واسعا في صفوف طلبة الكلية متعددة التخصصات بالناظور المقبلين على اجتياز مباريات ولوج الماستر الموسم الجامعي المقبل.
وجاءت احتجاجات الطلبة على القرار الوزاري الجديد في تدوينات منشورة بعدد من مجموعات طلبة الكلية سالفة الذكر بمواقع التواصل الاجتماعي، معبرين عن خيبة أملهم بعد استبشارهم خيرا بخصوص اعتماد مسارات جديدة للتكوين في سلك الماستر الموسم الجامعي المقبل بدل إلغائها وتوحيدها، خصوصا في شعبة القانون التي تضم عددا هائلا من الطلبة.
والتمس الطلبة المتضررون من الجهات المسؤولة إعادة النظر في القرارات المتخذة بشأن مسالك الماستر المبرمجة برسم الموسم الجامعي 2024/2025 المقبل، مشيرين إلى أن اعتماد ماستر واحد في شعبة القانون لأزيد من 12 ألف طالب يتابع دراسته في سلك الإجازة إجحاف في حقهم وإقصاء لعدد كبير من الطلبة الذين يتابعون دراستهم في هذه الشعبة باعتبار أن نسبة كبيرة من طلبة الكلية مسجلون في شعبة القانون.
جهاد بدونتي، باحث في ماستر التدبير السياسي والإداري، اعتبر “أن قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بشأن إنهاء اعتماد مجموعة من مسالك الماستر بكلية الناظور لا يروم الإصلاح العميق الذي يتغياه الطلبة والأساتذة الجامعيون، حيث تظل هذه الإصلاحات تلامس الشكل لا الجوهر؛ بل قد يكون تأثيرها غير إيجابي بشكل كبير في مستويات أخرى”.
وأضاف المتحدث، في تصريح لهسبريس، قائلا “إن المتتبع لقطاع التعليم العالي سيلاحظ مدى تخبط الإدارة المركزية في مخططات ارتجالية ومتسرعة؛ أبرزها اعتماد الوزارة لنظام الباكالوريوس السنة الماضية وإلغاؤه خلال الموسم الجامعي نفسه، وهو ما خلف موجة من الاستياء إزاء غياب التخطيط الاستراتيجي للقائمين على بلورة السياسات العمومية المرتبطة بالتعليم العالي”.
يذكر أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وجهت، بتاريخ 19 يوليوز الماضي، مذكرة إلى رئاسة جامعة محمد الأول في موضوع طلبات اعتماد مسالك التكوين برسم دورة التقييم 2024، مع تضمينها لائحة المسالك التي يقترح دمجها والتي سيتم فتح المنصة الوطنية للاعتماد بشأنها بعد التوصل بطلب من الجامعة من أجل تقديمها في الصيغة الجديدة.
وجاء هذا القرار بناء على المذكرة الوزارية رقم 01/0197 بتاريخ 27 فبراير 2024 المتعلقة باعتماد المسالك برسم هذه الدورة، وتبعا لاجتماع تقديم ومناقشة العرض البيداغوجي الإجمالي الخاص بالجامعة المنعقد بمقر الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي بتاريخ 17 ماي 2024، وبعد استطلاع رأي اللجنة الوطنية لتنسيق التعليم العالي خلال اجتماعها المنعقد بتاريخ 26 يونيو 2024.