أعلنت كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بسطات التابعة لجامعة الحسن الأول عن إحداث ثلاثة تخصصات جديدة ضمن برنامج إجازة التميز، في خطوة تهدف إلى تعزيز العرض التكويني وتوفير فرص أكاديمية متميزة للطلبة.
وتشمل هذه التخصصات الجديدة، التي تأتي استجابة لحاجيات سوق الشغل المتنامية وتماشيا مع التوجهات الحديثة في مجالات اللغات والاتصال والفنون والثقافة، “اللغات المطبقة في الترجمة والتواصل داخل المقاولات” و”الفنون والإعلام” و”اللغات المطبقة في الثقافة”.
وتندرج هذه الخطوة في إطار التزام المؤسسة الجامعية سالفة الذكر بتوفير تكوينات بحثية مبتكرة من شأنها تأهيل وتزويد الطلبة بالمهارات اللازمة بغية مواكبة التطورات الحديثة التي تشهدها العديد من المجالات.
ويهدف التخصص الأول، والذي أطلقت عليه تسمية “Lenguas Aplicadas a la Traducción y Comunicación en Empresas”، إلى تكوين أطر متخصصة في الترجمة والتواصل من أجل العمل داخل المقاولات الإسبانية والمتعددة الجنسيات. كما يروم أيضا تحسين وتقوية مستوى المتكونين في اللغات الأجنبية.
ويفتح هذا التكوين آفاقا واعدة للخريجين، حيث يمنحهم فرصة العمل كمتصرفين ومساعدين في مهام التواصل الإداري داخل المقاولات، ورؤساء أو مسؤولين عن شعب التواصل الدولي، وكتاب إداريين، ومترجمين تحريريين وفوريين مكلفين بالمراسلات والتواصل، ومسؤولين تقنيين مساعدين في التواصل في مجال الأوفشورينغ.
أما التخصص الثاني، والذي اختير له اسم “Arts et Média”، فإنه يطمح إلى تطوير مهارات الطلبة في مجالي الفنون والإعلام باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، وكذا إلى تمكينهم من فهم تحديات الممارسة الفنية والإعلامية من زوايا مختلفة، وإدراك العلاقات بين الفاعلين في هذين المجالين.
ووفق ما جاء في الملف الوصفي، فإن المسلك يتطلع إلى تطوير الاستقلالية الفردية للطلبة من خلال المشاريع البحثية المستهدفة، إضافة إلى أنه يوفر فرصا متنوعة أمام الخريجين؛ من خلال السماح لهم بالعمل كوسطاء إعلاميين، ومحللين فنيين وإعلاميين، وفاعلين سوسيو-ثقافيين، وفاعلين جمعويين في المهن الفنية، وناشطين في المنظمات غير الحكومية الدولية، وموجهين في الشركات الخاصة بالمؤسسات ووسائل الإعلام ووكالات الاتصال والصحافة.
وفيما يتعلق بالتخصص الثالث المستحدث “Langues Appliquées à la Culture”، فإنه يبتغي تمكين الطلبة من امتلاك مهارات لغوية مزدوجة في الفرنسية والإنجليزية، إلى جانب معرفة جيدة بالثقافة المغربية والمهن الثقافية. علاوة على مساعدتهم في فهم قضايا الممارسة الثقافية من زوايا مختلفة، وإعادة تقييم المعارف ومختلف جوانب الثقافة المغربية بهدف التنمية المستدامة. كما أنه يتوخى تطوير قدرات الطلبة على إدارة العلاقات بين الفاعلين الثقافيين وإنشاء وإدارة المشاريع الثقافية.
ويتيح هذا التخصص وظائف واسعة أمام الخريجين، حيث يمكنهم الاشتغال كمدراء متصرفين إداريين في مختلف قطاعات مهن الثقافة والصناعة الثقافية والإبداعية، ومديرين ثقافيين للتراث والفنون البصرية والمسرحية، وأطر متخصصة في إدارة العروض الفنية وتصميم التظاهرات الثقافية، وأطر متصرفين في التنمية الثقافية، وميسرين في الهياكل الثقافية العامة، ورؤساء مشاريع دراسية.
وقد حددت كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بسطات شروط الولوج لهذه التخصصات الثلاثة، والتي تتمثل في الحصول على شهادة الباكالوريا زائد سنتين من التعليم العالي أو ما يعادلهما، بالإضافة إلى دراسة الملف والخضوع لمقابلة شفوية. كما اشترطت المؤسسة الجامعية ذاتها ضرورة امتلاك الطالب لمستوى جيد في اللغات المطلوبة حسب كل تخصص، مع إبراز حماس ورغبة حقيقيين لولوج التكوين في المسالك المقترحة.
وتمنح هذه التخصصات الثلاثة للطلبة ميزة مهمة، وهي حق الولوج إلى سلك الماستر دون الحاجة إلى اجتياز مباراة؛ مما يتيح لهم فرصة مواصلة دراستهم العليا بسهولة وانسيابية.