استغرب طلبة الطب والصيدلة تداول أنباء حول إمكانية عقد وساطة برلمانية جديدة تشرك أولياء أمورهم في الحوار على الرغم من وجود ممثلين منتخبين بشكل شرعي عن الطلبة، مؤكدين أن حل الأزمة لن يخرج عن إطار التفاهم بين الوزارة وممثلي الطلبة وأن إنقاذ الموسم الجامعي من شبح السنة البيضاء لايزال ممكنا إذا تخلت الوزارة عن استخفافها بالموضوع .
وأورد مصدر من داخل اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، فضل عدم الكشف عن اسمه، أنه بلغتنا محاولة أطراف معينة، لا نعلم هل هي حكومية أم برلمانية، لإقحام الآباء والأولياء في الوساطة الجديدة لحل أزمتنا التي اقتربت من إكمال شهرها التاسع ، مبرزا أن هذا الأسلوب الجديد لن يكون منطقي في ظل وجود ممثلين منتخبين عن الطلبة ، مشددا على أن الحل لا يمكن أن يتم خارج هذا الإطار .
واسترسل المتحدث ذاته أنه قد تحضر عاطفة الآباء في حالة إدراجهم في الحوار وبالتالي تنازلهم عن بعض المطالب ، مستدركا أنه في المقابل فالطلبة هم من يعرفون ظروف الدراسة والتداريب التي يجرونها بشكل يومي، وبالتالي فالحل لا يمكن أن يتم إلا مع ممثليهم .
وعن الأنباء التي تم تداولها بخصوص مبادرة فرق الأغلبية بالبرلمان لبسط وساطة جديدة لحلحلة أزمة طلبة الطب بعد فشل الوساطة الأولى، أبرز المتحدث ذاته أنه لم نتوصل بأي استدعاء من أي طرف إلى حدود الآن ، مسجلا أنه لا نفهم الأهمية من هذه الخطوة، إن تمت، في وقت لم تصل فيه المبادرة الأولى للوساطة إلى أي نتيجة .
وتابع المتحدث ذاته أنه نتمنى أن تكون هذه الأنباء صحيحة وأن تتم وساطة بمنهجية جديدة وبأمل حقيقي في إنقاذ مسار 25 ألف طالب من الضياع ومن مستقبل مجهول خاصة وأننا أمام بداية موسم جامعي جديد لا نعلم موقعنا فيه .
لا نفهم السبب وراء عدم تلبية مطالبنا ، يصرح المصدر ذاته، ويضيف مؤكدا أن المطالب العالقة اليوم يمكن اختزلها في ثلاث أمور أساسية هي عدم تطبيق الهيكلة البيداغوجية الجديدة بأثر رجعي والتراجع عن توقيفات الطلبة وحل مجالسهم ثم إعادة برمجة الامتحانات .
واستغرب المصرح نفسه صمت الوزارة طيلة شهر غشت ، منتقدا استخفاف الوزير الوصي والمسؤول على ما يمكن أن تؤول إليه الأمور بغياب أي تواصل أو توافق مع الطلبة مطلع الشهر المقبل لتفادي شبح السنة البيضاء .
وواصل ذات المصدر أن استخفاف الوزارة يظهر من خلال عجرها عن الخروج بقرار نهائي بخصوص الطلبة الذين لم يجتازوا الامتحانات أو إجراء المداولات التي تسبق الإعلان عن النتائج النهائية ، مشددا على أن هذا الارتباك يبين فشل الوزارة في حل هذا الملف .
وجدد المصدر الذي لم يرغب في كشف هويته تشبث الطلبة بالحصص الزمنية الخاصة بالتداريب الاستشفائية المحددة في مدة لا تقل عن سنتين في الهندسة البيداغوجية الجديدة ، مبرزا أن التداريب الميدانية هي الأساس المتين لتكوين أطباء المستقبل وليس الاقتصار على النظري بشكل كبير .
وفي ما يتصل بإمكانية إنقاذ الموسم الجامعي في ما تبقى من وقت قبل بداية الموسم الجامعي الجديد، أورد المتحدث ذاته أنه إذا عجلت الوزارة بالاستجابة لمطالبنا فيمكن أن نخصص شهر شتنبر للدورتين العادية والاستدراكية بخصوص امتحانات الدورة الخريفية ونفس الشيء بالنسبة لأكتوبر بخصوص امتحانات الدورة الربيعية ، مؤكدا أنه بهذه الطريقة يمكن أن ننطلق في الموسم الجديد بداية نونبر دون أي مشكل .
ولم يستبعد المتحدث ذاته تأثير هذه الأزمة على نفسية الطلبة وما شكلته من ضغط عليهم بسبب تسرب اليأس إلى نفوسهم لغياب أي نقطة ضوء تعطي الأمل في نهاية هذه الأزمة وإنقاذها من شبح السنة البيضاء التي لن تكون في صالح أي أحد .