شهد اليوم الأول من الدورة الاستدراكية لامتحانات طلبة الطب والصيدلة، المجراة اليوم الخميس، مشاركة متباينة في مختلف الكليات، تراوحت بين 18 بالمئة و40 بالمئة في مختلف الكليات بالمدن المغربية، ما يؤشر على وجود تصدعات وانقسامات بين طلبة الطب والصيدلة بعد 9 أشهر من مقاطعة الدروس والتداريب والامتحانات.
ووفق معطيات رسمية توصلنا إليها ، فقد شهدت الامتحانات التي دعت وزارة التعليم العالي أطباء وصيادلة الغد لخوضها اليوم الخميس لتدارك الزمن التكويني المهدور لأزيد من 9 أشهر، فقد بلغت أعلى نسبة مشاركة في امتحانات طلبة الطب 34 بالمئة بكلميم، وتلتها فاس بـ29 بالمئة ومراكش بـ28 بالمئة، ثم الرباط بـ25 بالمئة، وأخيرا الدار البيضاء بنسبة مشاركة وصلت 18 بالمئة.
وبالنسبة لكليات الصيدلة، فقد شهدت الامتحانات مشاركة 40 بالمئة من الطلبة بكلية الطب والصيدلة بالرباط، و31 بالمئة بفاس، فيما سجلت كلية مراكش مشاركة 20 بالمئة من الطلبة.
الأرقام الرسمية تأتي في وقت أعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، أن نسبة مقاطعة الامتحانات المبرمجة صباح اليوم الخميس تجاوزت 95 بالمئة في معظم كليات الطب والصيدلة بمختلف المدن.
وتصر الحكومة المغربية على إيجاد حل لأزمة طلبة الطب والصيدلة، الأمر الذي أكده في وقت سابق، عميد لكلية الطب والصيدلة، طلب عدم الكشف عن اسمه، مشددا على استبعاد سيناريو السنة البيضاء من الموسم الجامعي الذي عطله الحراك الطلابي.
وأوضح المصدر في تصريح لنا أن السنة البيضاء خيار يُسمع بين الطلبة فقط ولم يطرح يوماً على طاولة عمادة كليات الطب والصيدلة ولم يسبق أن طرحه مسؤول في الوزارة ، مشددا على أن عمداء الكليات لم يمنعوا الطلبة الموقوفين أو المعاقبين من اجتياز الامتحانات السابقة .
واعتبر المصدر ذاته أن الامتحانات المبرمجة في الـ5 من شتنبر الجاري هي دورة استثنائية وليست دورة استدراكية ، مبرزا أنه من التحق من الطلبة المحتجين لموعد الامتحانات المقرر غدا الخميس فإنه سيستدرك نقطة 0 التي حصل عليها بسبب التغيب عن دورات الامتحانات السابقة .
وأورد المتحدث ذاته أن الطلبة الموقوفين والذين طالتهم العقوبات كان لهم الحق في اجتياز الامتحانات في الدورات السابقة وحتى في هذه الدورة الاستثنائية لازال لديهم الحق في اجتيازها ، مشددا على أننا بصدد تحضير الظروف الملائمة لمرور هذه الدورة في أفضل الأحوال .
وسجل العميد ذاته أن نقطة 0 ليست عقابا من كليات الطب وإنما نتيجة طبيعية لغياب الطلبة عن الدورة العادية للامتحانات ، مشددا على أن هذه فرصة لكل من أراد أن يجتاز الامتحانات الخاصة بالدورات السابقة .
وتابع المتحدث ذاته أن عمادة كليات الطب عممت جميع الوثائق الرسمية التي تتضمن إجابة عن معظم مطالب الطلبة داخل الكليات ونشرتها على المواقع الإلكترونية الخاصة بها لإقناعهم باستئناف الدراسة واجتياز امتحاناتهم في المواعيد المحددة ، مشددا على أن باب إدارة هذه الكليات لم يغلق يوما في وجه الطلبة وحتى الأولياء .
في المقابل، يتمسك طلبة الطب والصيدلة بالتصعيد، إذ قرروا تنظيم احتجاجات أسبوعية بمدن مغربية مختلفة لتسريع حل أزمتهم التي دامت طويلا، بعد تنظيم وقفة أمس الأربعاء داخل بهو الكلية بالعاصمة الرباط، ومن المرتقب تنظيم أخرى السبت.
وبحسب المعطيات التي حصلنا عليها مدار صباح اليوم الخميس من مصادر متفرقة من اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، فإنه من المرتقب تنظيم وقفة احتجاجية السبت أمام كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء اعتراضًا على نهج الوزارتين الوصيتين سياسة الآذن الصماء وعدم تفاعلهما مع مقاطعة الطلبة للدورة الاستدراكية للفصل الثاني في شهر يوليوز .
وأكدت المصادر تشبث طلبة الطب بمطالبهم ورفضهم أن يكونوا ضحية إصلاح غير مكتمل ، مسجلة في المقابل أن الطلبة منفتحون على الحوار لإيجاد حل جدي يضمن للطلبة كرامتهم وحقوقهم، ومعبرة عن أملها في أن ألا تكون المحاولات التي يروج لها مجرد محاولات صورية للضغط على الطلبة بدلًا من حل الأزمة، خصوصًا في ظل إصلاح المنظومة الصحية الذي يشهده البلاد والذي يشكل أطباء وصيادلة الغد عماده .
بدوره، لفت عضو اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، ياسر عاكف، أن الوقفات الاحتجاجية تهدف لتوضيح مطالبها للرأي العام وللتأكيد أنها لن تنس وأن مشكلتنا مازالت قائمة ، مبرزا أن طلبة الطب تفاجؤوا ببرمجة الامتحانات، مجددا رفض الطلبة للقرارات العبثية، أبرزها تقليص سنوات الطب المزمع تطبيقه بهيكلة 5 زائد واحد على الدفعات الخمس بغلاف زمني جد ضعيف، في حين أن الدفعات الجديدة ستدرس بهيكلة جديدة التي تحافظ على سنتين من التداريب الاستشفائية، وهو ما حرمنا نحن منه (الدفعات الحالية) .
وطالب المتحدث في تصريح لنا ، بالإنصاف من خلال الإبقاء على السنة السابعة للدفعات الخمس الحالية، إلى جانب إصدار قرارات إلغاء التوقيف بشكل واضح من طرف مجالس الكليات التي أصدرتها في بادئ الأمر، معتبرا أنه لا يمكن للطلبة أن يبقوا رهائن للقرارات الإدارية .
وعبر عاكف عن استغرابه من برمجة الامتحانات والمساومة عليها دوز الامتحانات الخريفية ونعطيك دورة استثنائية ، معربا عن أمله في أن تتدخل العقول الرشيدة أن تتدخل لحل الأزمة و عتق السنة الجامعية، مؤكدا أن جميع الطلبة اختاروا مقاطعة الامتانات مكرهين بسبب ضبابية مستقبلهم بعد صدور قرار التقليص في 2022, ومناشدا تدخل الملك محمد السادس.