خلف قرار كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمكناس يتعلق بتحديد مدة قصيرة لا تتعدى الـ24 ساعة، بين الإعلان عن لوائح المترشحين المقبولين لاجتياز الاختبار الكتابي لولوج سلك الماستر وإجازة التميز وتاريخ اجتياز هذا الأخير استياء الطلبة المرشحين لهذا الاختبار، خاصة الذين يقطنون في مدن بعيدة كما الجنوب.
وفي هذا الإطار، قال عبد المجيد النوري، مستشار في التوجيه المدرسي والجامعي، إن عددا من الطلبة فوجؤوا بالإعلان عن اللوائح النهائية يوم الخميس 12 شتنبر 2024 على الساعة الخامسة مساءً، بينما تم تحديد موعد الاختبار الكتابي في اليوم الموالي، الجمعة 13 شتنبر 2024، على الساعة الثامنة صباحًا، مما يعني أن المدة الفاصلة لم تتجاوز 24 ساعة فقط.
وأَاف أنه بحسب الإعلان الرسمي الذي نشرته الكلية على موقعها الالكتروني فهو ينص على أن تكون هناك مدة فاصلة قدرها يومين بين الإعلان عن اللوائح وتاريخ الاختبار الكتابي، وهو ما لم يتم احترامه في هذا القرار، الأمر الذي اعتبره الطلبة إقصاء ممنهجا يستهدف فئة محددة من المقيمين في المدن المجاورة للكلية، ويقصي الطلبة القاطنين في الأقاليم الجنوبية للمملكة، الذين يواجهون صعوبات كبيرة في الوصول إلى مقر الكلية نظرًا لبعد المسافة .
ونقل المستشار تعليقات بعض الطلبة التي تعكس غضبهم من هذا القرار، ضمنهم أحد الطلبة القاطنين في مدينة العيون الذي أفاد بأن هذا القرار يضعنا في موقف صعب، خاصة بالنسبة للطلبة القادمين من مدن بعيدة. مدة أقل من 24 ساعة غير كافية لترتيب السفر، خاصة أن بعد المسافة يجعل من الحضور أمرًا شبه مستحيل .
وضمن تعليقات الطلبة، جاء في رد طالب آخر من مدينة ورزازات: نحن محرومون فعليًا من فرصة التنافس على مقاعد الماستر وإجازة التميز، بينما يستفيد الطلبة المقيمون في المدن المجاورة للكلية من هذه الظروف. هذا ليس عدلًا ، بحسب المصدر ذاته.
ونقل المصدر ذاته تصريح طالب من مدينة تنغير الذي قال قرار الكلية غير عادل، لا يمكننا تنظيم السفر والحضور في هذه المدة القصيرة، خاصة وأن المسافة طويلة جدًا. هذا القرار يخدم فقط الطلبة الذين يعيشون في المدن القريبة من الكلية ، إلى جانب طالب آخر من مدينة طاطا: لو قررنا الذهاب إلى كلية الحقوق بمكناس لاجتياز الاختبار الكتابي، فلن نصل في الوقت المحدد ، وتصريح طالب آخر من مدينة زاكورة: نشعر بأن هناك تمييزًا واضحًا ضد الطلبة القاطنين في الجنوب الشرقي للمملكة، مما يضيع علينا فرصة المشاركة في مباريات الماستر وإجازة التميز .
وعد المستشار أن هذا القرار يأتي في وقت حساس، خاصة أن بعض أقاليم الجنوب الشرقي للمملكة قد تأثرت في الفترة الأخيرة بالفيضانات، مشيرا إلى أنه في إطار تقريب الإدارة من المواطن كان من الممكن أن يتم اتخاذ قرار أكثر مرونة في هذه الظروف الاستثنائية مثل فتح مراكز القرب للامتحانات للمترشحين المدعوين لاجتياز الاختبار الكتابي لمباريات الماستر وإجازة التميز والقاطنين في المدن التي يوجد بها فيضانات، لكن هذا لم يحدث.
ويرى أن هذا الأمر يتعارض مع دستور المملكة لسنة 2011، حيث ينص الفصل 31 منه على أنه تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية، على تعبئة كل الوسائل المتاحة، لتيسير أسباب استفادة المواطنات والمواطنين، على قدم المساواة، من الحق في الحصول على تعليم عصري ميسر الولوج وذي جودة، لافتا إلى أن مصير العديد من الطلبة من الأقاليم الجنوبية يبقى هو الإقصاء، وذلك في مقابل منح الفرصة للطلبة المقيمين في المدن المجاورة لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمكناس .
وطالب النوري الكلية بإعادة النظر في قرارها الذي يمكن وصفه بالإقصائي، وذلك لضمان تكافؤ الفرص بين جميع الطلبة في مختلف أنحاء المغرب بدلاً من الإقصاء الممنهج، وفقه.