بعدما تصاعدت شكايات وغضب مربيي التعليم الأولي بسبب سوء تعامل الجمعيات المشرفة على تدبير هذه المجال التربوي، ألحَّ وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي، شكيب بنموسى، على احترام حقوق المربيات والمربيين من طرف الجمعيات المشغلة.
وأورد بنموسى، في جواب كتابي على سؤال النائبة البرلمانية عن عن الفريق الحركي بمجلس النواب، فدوى محسن الحياني حول وضعية مربيات التعليم الأولي، أن الوزارة اعتمدت مقاربة تشاركية لتدبير مجال التعليم الأولي ، مذكراً بـ تعبئة وإشراك أكبر عدد ممكن من الفاعلين التربويين والاقتصاديين والاجتماعيين من خلال تكليف جمعيات المجتمع المدني بتسيير أقسام التعليم الأولي وتشغيل المربيات بواسطة عقود عمل وفق المقتضيات المنصوص عليها في مدونة الشغل .
وضمن التدابير التي اتخذتها وزارة بنموسى لتأطير برنامج التعليم الأولي وضمان وضعية قانونية للمربيين والمربيات، أشار الجواب ذاته إلى السهر على احترام حقوق المربيات والمربيين من طرف الجمعيات المشغلة ، لافتا إلى إصدار دليل للمساطر يحدد شروط منح الدعم المالي لهذه الجمعيات ومذكرة وزارية من أجل السهر على احترام الالتزامات الواردة باتفاقيات الشراكة الخاصة مع الجمعيات المكلفة بتدبير أقسام التعليم الأولي العمومي .
وأكد المصدر ذاته أن اتفاقية الشراكة بين الوزارة والجمعيات تُلحُّ على تشغيل المربيات والمربيين وفق المقتضيات المنصوص عليها في مدونة الشغل ، مشددا على احترام الحد الأدنى للأجر والتصريح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي .
وأورد المسؤول الحكومي ضرورة استدامة أجرة المربيات والمربيين، بالإضافة إلى التعويضات التي تنص عليها القوانين الجاري بها العمل ، مسجلاً الزيادة الناتجة عن الأقدمية في العمل من خلال الزيادة في الأجور بنسبة 5 في المئة للمربيات اللواتي لديه أقدمية سنتين على الأقل .
ومن بين الامتيازات التي تضعها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لفائدة المربيات والمربيين، أوضح المرجع ذاته أن مربيات ومربي التعليم الأولي يستفيدون من خدمات مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين .
وصلةً بالانتقاء، شددت بنموسى على الشفافية في انتقاء المربيات والمربين الذين يتوفرون على كفايات ومهارات تتلاءم مع الخصوصيات المحلية من حيث اللهجة والعادات ، مبرزا أنه ما يسهل مواكبة الأطفال ويمكنهم من اكتساب المعارف والمهارات التي تساهم في بناء شخصيتهم وتسمح لهم بمواصلة مسارهم الدراسي بشكل سلس وضمان استقرار واستمرارية المربيات والمربيين في الاشتغال بهذا المجال وخلق جاذبية لهذا القطاع .
وبخصوص الارتقاء بمهنة مربيات ومربي التعليم الأولي من خلال وضع أساس تنظيمي لهذه المهنة، ذَكَّر المسؤول الوزاري نفسه أنه الوزارة أعدت لهذه الغاية مشروعا للدليل المرجعي لوظائف وكفاءات مربيات ومربي التعليم الأولي ، مؤكدا أنه سيساهم في تثمين مهنة مربي ومربية التعليم الأولي من خلال وضع منظومة للترقي المهني ومنظومة للتكوين الأساس والمستمر .
وللرفع من القدرات المهنية لمربية ومربي التعليم الأولي، أشار بنموسى إلى العمل على تكثيف برامج التكوين المستمر لكل المربيات والمربين العاملين بالتعليم الأولي بكل أنواعه من خلال الاهتمام بكل المستجدات المنهجية والبيداغوجية وطرق ومقاربات تنشيط أقسام التعليم الأولي .
وواصل المتحدث ذاته أنه يتم تكليف أطر المراقبة والتأطير بالمواكبة الميدانية عبر الزيارات التأطيرية التي ينظمونها لهذه الأقسام لتوفير الظروف المادية لعمل المربيات والمربين والحرص على توفير الظروف الملائمة للعملية التربوية بأقسام التعليم الأولي .
وعلى مستوى البينات التحية، لفت الجواب الكتابي ذاته إلى بناء وتأهيل حجرات تناسب طبيعة هذا النوع من التعليم وتجهيزها بوسائل العمل الملائمة ، مشددا على على توفير الوزارة للاعتمادات المالية الضرورية التي تسمح بإحداث وتجهيز الحجرات المخصصة للتعليم الأولي بمؤسسات التعليم العمومية، بمواصفات الجودة المطلوبة لهذا النوع من التعليم .