باتت “السرقة العلمية” ومساءلة “مصداقية البحث العلمي” موضوعا يؤرق المسؤولين و الأساتذة الجامعيين على حد سواء، حيث تجدد النقاش حول هذا الموضوع في جامعة السلطان مولاي سليمان ـ بني ملال ـ على غرار ما وقع في جامعة ابن زهر.
حيث علم الموقع أن مجموعة من الأساتذة الباحثين بجامعة السلطان مولاي سليمان وجهوا رسالة إلى مدير مركز الدكتوراه بكلية العلوم والتقنيات ببني ملال بنفس الجامعة تتهم فيها طالب باحث بسلك الدكتوراه تخصص فيزياء ينتمي لنفس الكلية بسرقة علمية تتعلق ببحث له تحت عنوان: ” دراسة عددية للحمل الحراري الطبيعي المستقر في مائع نانوني نحاسي مملوء على شكل حرف U داخل تجويف مربع باستخدام طريقة بولتزمان الشبكية” والمكتوب باللغة الإنجليزية
” Numerical Study for Steady Natural Convection in a Newtonian Nanofluid-Filled U-Shaped Copper-Water Inside a Square Cavity Using Lattice Boltzmann Method (LBM), Lecture Notes in Networks and Systems, vol 929, pp 268–284.”
وأشار المصدر إلى أن هذه “السرقة المزعومة” أثارت مخاوف داخل الأوساط الجامعية، حيث دعت هذه الأوساط إلى ضرورة مواجهة هذه الظاهرة وتفعيل آليات الرقابة بفعالية.
وفي سياق التفاصيل، حصل الموقع على رسالة موجهة إلى محرر بدار النشر “Springer Nature”، تؤكد وقوع سرقة علمية في البحث المذكور. وقد ورد في نص الرسالة ما يلي:
“أكتب إليكم للإبلاغ عن احتيال علمي لاحظته في ورقة بحثية نشرتموها تحث المرجع الببليوغرافي اعلاه.” وأضافت الرسالة: “باعتباري باحثًا في هذا المجال، لاحظت بان مؤلفي البحث المذكور قاموا بأخذ صور من نتائج أبحاثي المنشورة سابقًا تحت عدد (https://doi.org/10.1063/5.0050208) واستخدموها في الورقة المنشورة في مجلتكم المحترمة.”
بناءً على الشكوى المقدمة ضد الشخص المتهم بالسرقة العلمية، تم عرض البحثين على خبراء مختصين في المجال. قام هؤلاء الخبراء بفحص محتوى الشكوى بدقة، بما في ذلك جميع النقاط التي أثارها المؤلف المشتكي وردود المشتكى عليه. وخلصت النتائج إلى أن الأرقام والمنحنيات متطابقة بين الورقتين البحثيتين، ولم يقدم المشتكى عليه تفسيرًا مقنعًا يثبت أن العمل ناتج عن جهده الشخصي. وبعد الاطلاع على تقرير الخبراء، خلص المحرر إلى وجود حالة انتحال علمي، وأدان هذه الأفعال. كما قرر تقديم جميع المعلومات والحقائق المتاحة إلى الناشر والجامعة المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وفي السياق ذاته، علم الموقع أن الطالب نفسه، موضوع الشكوى، قام بنشر ثلاث ورقات بحثية أخرى في مجلات علمية مفهرسة مختلفة، مع تطابق تام في المحتوى. هذا الانتهاك تعده الأوساط الجامعية خرقًا واضحًا للقوانين التي تنظم نشر الأبحاث العلمية. ويعتبر الأساتذة المشتكون هذا الفعل دليلاً إضافيًا يعزز اتهاماتهم ضد الطالب، إذ أن تكرار حالات الانتحال العلمي ونسخ المحتوى يظهر بوضوح عدم التزام الطالب بالقيم الأكاديمية وأخلاقيات البحث العلمي.
أمام هذه الشكاوى المقدمة للجهات المعنية، تطالب الأطراف المشتكية بفتح تحقيق جاد في هذه القضية واتخاذ الإجراءات اللازمة في مثل هذه الحالات. ويؤكدون على ضرورة التصدي بحزم لمثل هذه الممارسات التي تضر بمصداقية البحث العلمي وتسيء إلى القيم الأكاديمية.