سيحل رئيس جزر الكناري، فرناندو كلافيخو، غدا الجمعة بمدينة مراكش، برفقة أكبر بعثة علمية من الأرخبيل الإسباني تزور إفريقيا، إذ تتألف من أزيد من 40 أكاديمياً، ومبتكراً، وممثلي شركات ناشئة ومراكز أبحاث، بهدف تعزيز فرص التعاون العلمي والتكنولوجي مع المغرب وباقي دول القارة الإفريقية ؛ ومن المرتقب أن تشهد هذه الزيارة تنظيم يوم دراسي مكثف في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P).
وترمي هذه الزيارة، وفق مصادر دبلوماسية إسبانية، إلى تعزيز الشراكات في مجالات البحث العلمي والابتكار بين جزر الكناري والمغرب، مستفيدة من برنامج تحدي إفريقيا كنارياس ، الذي يسعى إلى جعل العلم والابتكار في صلب العلاقات الخارجية للأرخبيل الإسباني، ويطمح إلى خلق دينامية جديدة في مجال الأبحاث والمشاريع التقنية، عبر بناء جسور تعاون ثنائية ومتبادلة بين الطرفين، تهم القضايا التنموية الكبرى التي تواجه القارة.
ومن المنتظر أن يشهد هذا اللقاء، الذي يعد سابقة من نوعها، كلمة لرئيس جزر الكناري داخل مكتبة جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، التي تعتبر من أبرز المؤسسات الجامعية في إفريقيا، حيث تضم أزيد من 700 دكتور، و5600 طالب من 33 دولة مختلفة؛ كما تعد هذه المرة الأولى التي يلقي فيها مسؤول من إقليم إسباني كلمة في هذا المحفل الأكاديمي.
وسيركز رئيس الأرخبيل الإسباني في كلمته، على القدرات الكبيرة التي تمتلكها جزر الكناري في مجال البحث العلمي والابتكار، من خلال مجالات مثل الفلك وعلم الفضاء، الطاقات المتجددة البحرية، الاقتصاد الدائري، والمعالجة المستدامة للموارد المائية، وفقاً لما ذكره بلاغ صادر عن حكومة جزر الكناري.
كما تهدف هذه الزيارة، إلى تعزيز التعاون في تطوير مشاريع ذات قيمة مضافة للاقتصادات الجهوية في المنطقة الأطلسية، مع التأكيد على حاجة الشركات الكنارية إلى الاندماج في سلسلة الابتكار بالقارة الإفريقية.
وتشمل الزيارة أيضاً لقاءات بين الوفد الكناري وخبراء مغاربة، فضلاً عن جولات في كلية الفلاحة والعلوم البيئية، ومركز الأبحاث التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية؛ كما سيشارك الوفد في نقاشات حول سبل تعميق التعاون العلمي والتقني بين المغرب وجزر الكناري.
بعثة تاريخية
ويرافق الرئيس الكاناري في هذه البعثة كل من وزيرة الجامعات والعلوم والثقافة والابتكار، ميغداليا ماشين، ونائب وزير الرئاسة، أوكتافيو كارابايو، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الأكاديمية والمسؤولين الحكوميين، إلى جانب ممثلين عن البرلمان الكناري، في إشارة إلى أهمية هذا الحدث بالنسبة للعلاقات بين المغرب وجزر الكناري.
وتندرج هذه الزيارة في إطار الجهود التي يبذلها برنامج تحدي إفريقيا كنارياس منذ انطلاقه عام 2021 لتعزيز التعاون مع القارة الإفريقية، من خلال تبادل الخبرات والموارد بين الفاعلين العلميين والاقتصاديين من الجانبين.
جامعة محمد السادس متعددة التخصصات.. مركز للتميز في إفريقيا
وتعتبر جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية مؤسسة رائدة في القارة الإفريقية، تركز على تطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، وتهدف إلى تأهيل جيل جديد من الكفاءات القادرة على قيادة المستقبل في إفريقيا، عبر برامج تعليمية وأبحاث متقدمة ترتبط بشكل وثيق بالصناعة والابتكار.
وتأتي زيارة رئيس جزر الكناري بعد أسابيع من اجتماعه مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في العاصمة الرباط، حيث ناقشا سبل تعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، حيث يرى مراقبون أن هذا التحرك يمثل رغبة البلدين في بناء شراكات استراتيجية تعزز من موقعهما كجسر بين أوروبا وإفريقيا.