تشكل دار الرائدات بالقنيطرة، بنية اجتماعية مبتكرة تسهم بشكل كبير في تمدرس الفتاة القروية ومحاربة الهدر المدرسي بالوسط القروي.
وتضطلع هذه البنية الاجتماعية، التي أحدثت بمبادرة من جمعية المبادرة للتضامن الاجتماعي وبشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بدور هام في الحد من ظاهرة الهدر المدرسي، في صفوف الفتيات اليتيمات والمنحدرات من أسر معوزة وفقيرة بالوسط القروي، واللائي تتميزن بتفوقهن الدراسي.
وتستقبل هذه المؤسسة، التي صممت بغض النظر عن مرافقها الإدارية والتعليمية على شكل منزل، 97 تلميذة تتراوح أعمارهن ما بين 6 و23 سنة، ويتابعن دراستهن في مختلف المستويات الدراسية، انطلاقا من التعليم الابتدائي إلى التعليم العالي.
وتطلب إنجاز هذه المنشأة، التي فتحت أبوابها في شتنبر 2021، كلفة إجمالية قدرها 14 مليون و947 ألف درهم، وهو ما يسمح للتلميذات المستفيدات بمواصلة تحصيلهن الدراسي في ظروف مثالية.
وتلعب هذه المؤسسة الاجتماعية، التي ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في اقتناء تجهيزاتها بـ 2 مليون درهم وتساهم في ميزانية تسييرها بـ 120 ألف درهم سنويا، دورا رائدا في الاستقبال والإيواء والإطعام والتتبع والدعم المدرسي والدعم الطبي وشبه الطبي والدعم النفسي، فضلا عن المواكبة والتنشيط الاجتماعي.
وتتوفر هذه الدار، التي تضم طابقين، على جميع المرافق الوظيفية لضمان نجاح وتطوير مدارك التلميذات، بما في ذلك مراقد النوم، ومطبخ، وقاعة للمطالعة مخصصة لدعم الأنشطة المدرسية، وقاعة للأكل، فضلا عن مرافق إدارية وصحية.
وبالمناسبة، أكدت مديرة المؤسسة، سهام خبالة، أن هذه النواة الاجتماعية توفر فضلا عن خدمات التمدرس والإيواء والأنشطة التربوية، رعاية شاملة لهؤلاء المتمدرسات وتقوم بدعمهن ومواكبتهن وتسهر على ضمان صحتهن الجسدية والنفسية.
وأشارت خبالة إلى أن الدار تستقبل الفتيات ابتداء من سن التمدرس وإلى غاية فترة التخرج، مبرزة أن إدارة دار الرائدات تستمر في مواكبة الفتيات حتى بعد التخرج وتدعمهن دراسيا وماديا ومعنويا.
من جهته، قال مدير جمعية المبادرة للتضامن الاجتماعي، هشام زيزة، إن الطاقة الاستيعابية لمؤسسة دار الرائدات تبلغ 200 سرير، تأوي حاليا 97 مستفيدة، مؤكدا أن طموح الجمعية يتمثل في رفع العدد سنويا إلى غاية بلوغ طاقتها الاستيعابية.
وأضاف زيزة أن الجمعية ساهمت، وعلى مدار 20 سنة من عملها في المجال، في تخرج أفواج من التلميذات المتفوقات في مجالات متعددة.
من جانبها، أشادت التلميذة جمعة الإيكوتي، التي تتابع دارستها بمستوى الثانية باكلوريا علوم فيزيائية (لغة فرنسية)، بجودة الخدمات التي تقدمها دار الرائدات للمستفيدات والتي تساعدهن على متابعة دراستهن في ظروف ملائمة، وتضمن لهن تحصيلا دراسيا جيدا، منوهة بالجو الأسري الذي يطبع أجواء إقامتها مع زميلاتها في الدار والمعاملة الجيدة التي يحضين بها من لدن المشرفات والمسؤولين بالمؤسسة.
يشار إلى أن دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لهذه البنية الاجتماعية، يندرج في إطار البرنامج الثاني الذي يهم مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة بمختلف ربوع المملكة.