تعرف العديد من الجماعات القروية التابعة لإقليم شفشاون، نقصا كبيرا في وسائل نقل التلاميذ من مداشرهم إلى المؤسسات التعليمية، خصوصا خلال تساقط الأمطار، الأمر الذي يزيد من معاناتهم ويساهم بشكل مباشر في انقطاعهم عن الدراسة، كما يخلق معاناة لأسرهم بسبب وعورة المسالك الطرقية التي تتحول إلى برك من المياه والأوحال لانعدام البنية التحتية والطرق المعبدة، حيث يتم فتح المسالك الطرقية بإزالة الأتربة عنها فقط.
ورغم قيام العمالة كل سنة بتوزيع مجموعة من سيارات النقل المدرسي في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لسد الخصاص الذي تعرفه العديد من الجماعات ومحاربة الهدر المدرسي، حيث أشرف عامل إقليم شفشاون على توزيع 18 سيارة على 17 جماعة ترابية بالإقليم لدعم التلاميذ وتشجيعهم على الدراسة.. إلا أن ذلك لم يحدث بسبب غياب وسائل نقل التلاميذ بالعديد من الجماعات القروية وكأن هذه السيارات تتبخر وتختفي لتظل معاناتهم مع النقل مستمرة رغم هذه المبادرة التي تقدم عليها العمالة، وذلك بسبب عدم تتبع ومراقبة هذه العملية التي يستغلها بعض المنتخبين، كفرض مبالغ مالية على أسر التلاميذ من أجل الاستفادة من النقل المجاني ومن مبادرة إنسانية، كما أن هذه المبادرة تستفيد منها بعض الجماعات فيما تظل جماعات أخرى تنتظر السنة المقبلة لتشملها هذه العملية.
ويطالب العديد من المواطنين الجهات المعنية بهذه المبادرة، بالتحرك وفتح تحقيق في التلاعب بوسائل نقل التلاميذ، وتتبع هذه العملية عن قرب من أجل أن تصل هذه الوسائل إلى الأماكن المتضررة من سوء المسالك الطرقية، وكذلك القرى والمداشر البعيدة عن المؤسسات التعليمية.