recent
آخر المواضيع

التدخين يتربص بالتلاميذ في تزنيت

 
يعيش الوسط المدرسي بمدينة تزنيت خلال الآونة الأخيرة على وقع التفشي الملحوظ لظاهرة تعاطي السجائر الإلكترونية، خصوصا بين التلميذات والتلاميذ الذين يتابعون دراستهم بمؤسسات التعليم الإعدادي والثانوي.

وترافق هذه الظاهرة الدخيلة على مدينة تزنيت، المعروفة بطابعها المحافظ، مجموعة من علامات الاستفهام حول الجهات المسؤولة المنوط بها محاربة هذه الآفة الخطيرة، وكذلك حول الحلول الكفيلة بمكافحتها لما لها من أضرار بالغة على الصحة الجسدية، العقلية والنفسية للمتعاطين لها من المتعلمين.

وسجلت ثانوية المسيرة الخضراء بعاصمة الفضة، الأسبوع الماضي، حالة تتعلق بضبط ثلاثة تلاميذ بصدد تدخين سجائر إلكترونية داخل الحرم المدرسي، وهي الواقعة التي استدعت تدخل المصالح الأمنية لإخراج المعنيين بعدما رفضوا الانضباط لقرارات إدارة المؤسسة، قبل أن يصدر في حقهم قرار التوقيف المؤقت.

تعليقا على الواقعة، قال المهدي الرحيوي، المدير الإقليمي للتربية الوطنية بتزنيت، إن الجهات المسؤولة عن قطاع التعليم واعية بشكل كبير بمختلف الظواهر المشينة التي تهدد مستقبل التلاميذ بالوسط المدرسي، ومن أجل ذلك تعمل وفق برنامج مسطر لمعالجتها بمعية كافة الشركاء والمتدخلين.

وأوضح الرحيوي، في تصريح لهسبريس، أن تدخين السجائر الإلكترونية، شأنه شأن كل سلوك مشين، تعمل المديرية الإقليمية بتزنيت على محاربته بتنسيق مع مصالح الأمن المدرسي، وذلك في خطة تجمع بين ما هو تربوي تأديبي في أغلب الحالات، والزجر في وقائع قليلة ومعزولة.

وبخصوص ضبط ثلاثة تلاميذ يدخنون سجائر إلكترونية بالثانوية التأهيلية المسيرة الخضراء، صرح المسؤول ذاته بأن المديرية الإقليمية اتخذت، بتنسيق مع إدارة المؤسسة المعنية، قرارات تربوية تأديبية في حق المخالفين، وذلك بتوقيفهم لمدة ثلاثة أيام، موازاة مع إخبار أولياء أمورهم، في انتظار عرضهم على المجلس التأديبي لاتخاذ المتعين، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات ترتكز على الشق التأديبي التربوي ضمانا لمحاربة هذا السلوك المشين في إطار أسس ومرتكزات المدرسة المربية.

وحول الظاهرة، قال محمد الفقير، خبير نفسي واجتماعي، إن السنوات الأخيرة شهدت تناميا كبيرا في شعبية التدخين الإلكتروني، إذ يتم تسويقه على كونه بديلا لتدخين السجائر العادية، لكن في الواقع إن التدخين مضر بالصحة بجميع أشكاله، ومن آثاره السلبية ضعف الانتباه والتعلم، خصوصا وأن الانتباه هو المفتاح الأساسي للتعلم.

وأوضح المتحدث أن تأثيرات التدخين الإلكتروني، كما العادي، على الحالة النفسية لليافعين والمراهقين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية، تكمن في قابلية تعرضهم بنسبة أكبر للإصابة باضطرابات المزاج مثل الاكتئاب والقلق، فضلاً عن أنهم يصبحون أكثر عدوانية.

وأبرز محمد الفقير أن إدمان التدخين يؤدي إلى أن المراهقين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية قد يعطون الأولوية لعادتهم على دراستهم، لكون الوقت والطاقة اللذين ينفقونهما على التدخين الإلكتروني قد يصرفان انتباههم عن التحصيل الدراسي، مما يؤدي إلى فشلهم في عملية التمدرس.

وعليه، فمن الواجب على جميع الأطراف المجتمعية، انطلاقًا من الأسرة، مرورًا بالمدرسة والمجتمع المدني والإعلام، أن يمارسوا دورهم في التوعية، وأن تكون هناك مواكبة للتلاميذ والمراهقين الذين وقعوا في فخ إدمان التدخين بكافة أنواعه، وذلك بعيدًا عن المقاربة الزجرية.

كما أن التوعية بأن التدخين مضر بالصحة عموما، مع تقديم توضيحات علمية من خلال مؤثرين في هذه الفئات عبر منصات التواصل الاجتماعي أو من خلال مناسبات رياضية أو فنية أو ترفيهية، سيكون لها بالغ الأثر، بحسب الخبير النفسي والاجتماعي محمد الفقير.

google-playkhamsatmostaqltradent