recent
آخر المواضيع

إطلاق العنان للتعلم المدعوم بالذكاء الاصطناعي

 





يتحدث المقال عن التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي على مختلف الصناعات، وخاصة في مجال التعليم، حيث يتم استعراض كيفية استثمار الذكاء الاصطناعي لتعزيز تعلم الطلاب وتوجيههم نحو مسارات مهنية مجزية تتناسب مع متطلبات المستقبل. يركز المقال أيضًا على التحديات التي تواجه تبني الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في المؤسسات التعليمية، مثل نقص التدريب للمعلمين، ويقترح حلولًا عملية للتغلب على هذه العقبات من خلال التعاون بين قادة الأعمال وصناع السياسات. كما يتطرق إلى أهمية تطوير مهارات الذكاء الاصطناعي لدى الطلاب والعمال لتمكينهم من تلبية احتياجات سوق العمل المتسارعة. بقلم: جوستينا نيكسون سانتيل نيويورك ــ استحوذ الذكاء الاصطناعي على مخيلة قادة الشركات، الحريصين على تنفيذ حلول تكنولوجية جديدة في صناعاتهم. لكن الذكاء الاصطناعي يمكن تطبيقه أيضًا على مشكلات أوسع وأكثر تعقيدًا، وخاصة في مجال التعليم. الواقع أن هذه الرؤية في طريقها إلى أن تصبح حقيقة واقعة، حيث تساعد التكنولوجيا بالفعل في تعزيز تعلم الطلاب، وخلق مسارات جديدة إلى حياة مهنية مجزية، والمواءمة بين تعليم اليوم ووظائف الغد.

وجد تقرير حديث أن حوالي نصف المعلمين ومديري المدارس الذين شملهم الاستطلاع في الولايات المتحدة والذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي حاليًا في عملهم، متفائلون بإمكاناته. لكن الافتقار إلى التدريب يعيق تبنيه على نطاق واسع.

ما يدعو إلى التفاؤل أن التغلب على هذا الحاجز بسيط نسبيًا. فبادئ ذي بدء، يجب أن يعمل قادة الأعمال وصناع السياسات معًا لتزويد المعلمين بتدريب مجاني على أساسيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العملية. ومن الممكن تقديم نموذج تدريب المدربين من خلال التعلم عبر الإنترنت بتكلفة منخفضة أو مجانًا، وتصميمه حسب الطلب لمستويات تعليمية محددة أو مناهج محلية. يسمح هذا النهج للمعلمين باكتساب الثقة مع التكنولوجيا الجديدة والبدء في التجريب مع التطبيقات العملية في فصولهم الدراسية.

علاوة على ذلك، سيكون المعلمون المدربون على الذكاء الاصطناعي مجهزين بشكل أفضل لمساعدة الطلاب الذين يريدون معرفة المزيد عن هذا القطاع. يُظهر استطلاع أجرته شركة IBM أن كثيرين من المتعلمين يريدون ملاحقة وظائف تكنولوجية مُجزية، لكنهم يعتقدون أنهم غير مؤهلين لأنهم يفتقرون إلى المؤهلات الأكاديمية. ويقول آخرون إنهم لا يعرفون ببساطة من أين يبدأون. وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي التوليدي؛ إذ يمكنه التوصية بالدورات الدراسية التي تتوافق مع مستويات المتعلمين واهتماماتهم، وتقديم تعقيب لحظي أثناء انتقالهم عبر المادة الدراسية. الواقع أن الحلول التي تعمل بالذكاء الاصطناعي من الممكن حتى أن تربط الطلاب بالـمُعَلِّمين الذين يمكنهم تزويدهم بالمشورة بشأن التعليم العالي والارتقاء في حياتهم المهنية. يُفضي هذا إلى تجربة تعليمية أكثر تخصيصًا ومباشرة مقارنة بالتعلم عبر الإنترنت من الماضي.

تتمثل إحدى العقبات الكبرى التي تحول دون تضييق فجوة مهارات الذكاء الاصطناعي في وتيرة الإبداع السريعة، التي أدت إلى طلب كبير غير مُلبى على الخبرات. وفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، يحتاج نصف القوى العاملة العالمية إلى رفع مهاراتهم أو إعادة تأهيلهم، لكن سوق التدريب غير مجهزة حاليًا لتلبية هذه الحاجة. من المشجع أن العروض الجديدة تُطرح للطلاب عبر منظومة الذكاء الاصطناعي الطبيعية، من الدورات الدراسية حول الأخلاق والهندسة السريعة إلى الموارد التجريبية الـخَلّاقة. ومع استمرار تقلص عمر المهارات التقنية، يجب تشجيع الطلاب الشباب والمتعلمين مدى الحياة على الاستثمار في التدرب على الذكاء الاصطناعي.

من ناحية أخرى، يقود الذكاء الاصطناعي التغيير الشامل عبر الصناعات والأسواق، ويتطلب النطاق الواسع الذي يتسم به هذا التحول استجابة شاملة بذات القدر ــ ولن تكون الجهود الفردية كافية. تتمثل الخطوة الأولى في مساعدة المتعلمين على إيجاد طريقهم إلى وظائف المستقبل في ضمان وجود هذه الوظائف. يتعين على المديرين التنفيذيين للشركات وصناع السياسات العمل معًا لخلق وظائف توفر عملاً أعلى قيمة للمرشحين المؤهلين، والذين بدورهم سيصبحون أكثر قدرة على إعالة أسرهم.

على ذات القدر من الأهمية أيضًا، يأتي التعاون المتعدد القطاعات مثل تحالف الذكاء الاصطناعي، الذي يسعى إلى تشجيع الانفتاح حول هذه الأنظمة وتسريع تقاسم المعرفة، واتحاد قوى عمل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، الذي يوجه العمال إلى برامج التدريب ذات الصلة. مثل هذا العمل الجماعي يخلق الفرص لتسخير الإثارة المحيطة بالذكاء الاصطناعي لبناء أطر مشتركة وتطوير نهج يضع المهارات أولاً ويمكنه تحديد ورعاية قادة التكنولوجيا في المستقبل.

لكن العمل لم يبدأ إلا للتو. يتعين على قادة الصناعة وصناع السياسات الاستمرار في تطوير نهج مشترك للتعليم وخلق فرص العمل في عصر الذكاء الاصطناعي، وتشجيع التدريب على نطاق أوسع على أساسيات التكنولوجيا. بصفتي كبيرة مسؤولي التأثير في IBM، ينبغي لي أن أسأل نفسي كيف يتسنى لمنظمتي ضمان استفادة الطلاب، والمعلمين، والموظفين، والباحثين عن عمل من هذه التطورات. وبرغم أننا اتخذنا خطوة في هذا الاتجاه مع برنامج IBM SkillsBuild، فإن تشكيل الصناعات والوظائف في المستقبل يتطلب مجموعة من الميزات والبرامج التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والتي من الممكن أن تزود المتعلمين بتجارب تعليمية مخصصة على مدار حياتهم.

google-playkhamsatmostaqltradent