شرعت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في توزيع وتسليم المؤسسات الثانوية والإعدادية التأهيلية والداخليات لوحات الإحصاء الإلكترونية (طابليت)، داعية إلى ربط القاعات متعددة الوسائط في هذه المؤسسات بشبكة الإنترنيت.
وكشفت الوزارة، في مراسلة وجهتها الاثنين الماضي إلى مديري الأكاديميات الجهوية والإقليمية للتربية والتكوين، أن “هذه اللوحات ستخصص لمشروع دعم اللغات لفائدة تلاميذ سلك الثانوي والإعدادي التأهيلي، عبر 10 لوحات في كل قاعة متعددة الوسائط، و30 لوحة لفائدة تلاميذ الداخليات”.
وحسب المصدر نفسه، فإن المديرين سالفي الذكر ملزمون بتقديم محاضر التسليم ونسخة رقمية تضم اللائحة النهائية للمؤسسات المستفيدة من “طابليت الإحصاء” قبل 20 نونبر المقبل.
ودعت المراسلة إلى “تهيئة فضاء ملائم على صعيد كل مديرية إقليمية لاستقبال هذه اللوحات ومستلزماتها، قصد فحصها وإعادة تكييف تشغيلها من جديد”.
وتأتي هذه الخطوة في إطار اتفاقية شراكة موقعة بين الوزارة والمندوبية السامية للتخطيط والوزارة المنتدبة لدى وزارة الاقتصاد المكلفة بالميزانية.
جمال شفيق، أستاذ بسلك الثانوي، قال إن هذه العملية “إضافة يمكن أن تمكّن التلاميذ من الحصول على المعلومات بسهولة وبشكل أدق”.
وأضاف شفيق، في تصريح لهسبريس، أن هذه المبادرة تمثل استجابة لمطالب ترسيخ “التعليم الصحيح، المبني على توفير المعلومات بوسائل متعددة للتلميذ، وهي الخطوة التي تتم حاليا عبر الرقمنة”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن “تحديات تطرحها العملية، مثل انضباط التلاميذ داخل القاعات المتعددة الوسائط حيث الإنترنيت متوفر، يمكن تجاوزها عبر تدخل الأساتذة لضبط حصص دعم اللغات”.
وحول توفّر تكوين رقمي لدى الأساتذة لضبط الفصل، أوضح شفيق أن “الأساتذة يتلقون تكوينات رقمية قبل ولوجهم المجال، ويبقى التحدي فقط في الشق البيداغوجي”.
وشدد الأستاذ بسلك الثانوي على أن “المشروع يبدو في مرحلة التجريب، والحديث عن المشاكل المطروحة يحتاج وقتًا للتقييم”.
من جانبه، قال حميد الحواصلي، أستاذ بالتعليم الثانوي، إن “توزيع هذه اللوحات غير مفهوم بالضبط هدفه، خاصة أن غالبية المؤسسات الثانوية والإعدادية وحتى العديد من الداخليات بالمغرب لا تتوفر على قاعات متعددة الوسائط”.
وأضاف الحواصلي، في تصريح لهسبريس، أن القطاع يحتاج في الوقت الحالي إلى وضع أولويات قبل مبادرات مثل لوحات الإحصاء.
وفي هذا الصدد، أشار الإطار التربوي ذاته إلى أن “توسيع عدد الأقسام هو الأهم حاليًا، حتى يتم تجاوز الاكتظاظ الحاصل”.
يذكر أن أحمد الحليمي العلمي، المندوب السامي للتخطيط، أكد، في ندوة صحافية عقب انتهاء عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024، أن اللوحات الإلكترونية التي اشتغل بها العاملون في هذه المحطة الوطنية “تم تجميعها، ليتم توجيهها إلى قطاع التعليم؛ لاستغلالها لمدة خمس سنوات في مجال التعليم عن بُعد”.