حذّرت “التنسيقية الوطنية للأساتذة حاملي الشهادات العليا” وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة من “إضراب مفتوح في حالة استمرارها في تجاهل مطالبهم”، داعية إياها إلى “الالتزام بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع ممثلي التنسيقية بشأن ملف الترقية وتغيير الإطار”.
وما يزال الأساتذة الحاصلون على الشهادات العليا (الماستر) ينتظرون إعلان الوزارة التي يقودها شكيب بنموسى عن المباراة السنوية للترقية بالشهادة وتغيير الإطار، مؤكدين أنه “لا يمكن قبول انصرام سنة أخرى دون إجراء هذه المباراة، التي جاءت أساسًا بعدما أوقفت حكومة عبد الإله بنكيران الترقية السّلسة وربطتها باجتياز مباراة”.
التنسيقية التي تمثل المعنيين بالأمر نبّهت، في بيان لمجلسها الوطني، الوزارة الوصية إلى تداعيات “تعويم الملف المطلبي وتمييعه، مع الالتزام الكامل بالاتفاقيات السابقة التي تم التوصل إليها بينها وبين النقابات”، داعية إلى “حوار مباشر وشفاف لإيجاد حلول منصفة للأساتذة والحفاظ على حقوقهم المكتسبة”.
ونصت مخرجات اتفاق 26 دجنبر 2023 بين ممثلي الحكومة والنقابات التعليمية على تسوية وضعية الموظفين الحاصلين على شهادة الماستر أو الماستر المتخصص أو دبلوم الدراسات العليا أو دبلوم الدراسات العليا المعمقة أو دبلوم الدراسات العليا المتخصصة أو شهادة مهندس دولة أو ما يعادل إحداها.
هذه التسوية، حسب مخرجات الاتفاق ذاته، يُنتظر أن تتم “من خلال فتح المباريات المهنية للتعيين في الدرجة الأولى (السلم 11) من إطار أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي في وجه المعنيين بالأمر سنويًا، على أن تفتح المباراة المهنية الأولى خلال الأسدس الأول من سنة 2024”.
فيصل العرباوي، عضو المجلس الوطني للتنسيقية سالفة الذكر، قال إن “المطلب الأساسي في هذا الصدد لدينا كمعنيين بالأمر، هو الإعلان عن المباراة التي انتظرناها منذ زمن، حيث إن اتفاق 26 دجنبر الماضي نص على ذلك بشكل صريح وعلى أن يتم ذلك في غضون السنة ذاتها”.
وأضاف العرباوي، في تصريح لهسبريس، أن “هذا الملف عمر طويلاً إذا ما قارنّاه بباقي الملفات العالقة على مستوى الوزارة؛ فما نخشاه هو أن تنصرم السنة الجارية دون فتح الوزارة لهذه المباراة، في سياق يعرف كذلك جهودًا نحو تعويم الملف والمساواة بين مختلف الأساتذة دون مراعاة الأقدمية التي نؤكد على أخذها بعين الاعتبار”.
أما عبد السلام تارايت، عضو التنسيقية ذاتها، فألحّ من جهته على “أولوية كشف الوزارة عن شروط اجتياز مباراة الترقية وتغيير الإطار عمّا قريب، حيث إن السياق الحالي ينذر بعدم إقامتها هذه السنة، وهو ما لا نتمناه بتاتًا، على اعتبار أن الترقية بالشهادات كانت تتم بشكل أوتوماتيكي سابقًا قبل أن يتم إقرار اجتياز مباراة أولاً”.
وذكر تارايت، في تصريح لهسبريس، أن “الأولوية يجب أن تُعطى لهيئة التدريس أولاً، وللقُدماء منها، حيث يوجد من يتوفر على 20 سنة من الأقدمية تقريبًا، ومن المهم جدًا أن تتم ترقيته في البدء، بعد اجتيازه المباراة”، مشيرًا إلى أن “التنسيقية تناضل على هذا الحق منذ 2015 تقريبًا، أي طيلة 9 سنوات”.