فقد برزا الأستاذان بمشاريعهما المتميزة، التي تُجسّد التزاماً صادقاً بتحسين جودة التعليم وخدمة المتعلمين في جهة العيون الساقية الحمراء. فقد حاز باحساين على الجائزة الأولى بمشروعه خلية النحل ، بينما حصل الصمدي على الجائزة الثانية بمشروعه ورشة القراءة .
يُركز مشروع خلية النحل على تطوير مهارات التلاميذ في مجال الروبوتيك والواقع المعزز والواقع الافتراضي، مُعتمداً على منهجية العمل التطبيقي لتحفيز الإبداع والتعلم التفاعلي. ويُطبّق باحساين هذا المشروع مع 38 تلميذاً من السنة الخامسة ابتدائي، مُخصّصاً ساعتين أسبوعياً خارج أوقات الدروس الرسمية. ويُؤمن باحساين بأهمية هذه التقنيات الحديثة في تطوير المهارات العلمية والتكنولوجية لدى التلاميذ.
أما مشروع ورشة القراءة للصمدي، فيهدف إلى تعزيز حب القراءة باللغة الفرنسية، وخاصةً الشعر والقصص والروايات، مُركّزاً على القيم والحكمة والأخلاق التي تُقدمها هذه الأعمال. وقد أسس الصمدي نادي القراءة سنة 2012، مُوسّعاً نطاقه ليشمل تلاميذ يواجهون صعوبات في القراءة، بالتعاون مع المجتمع المدني والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية. وقد أثمرت هذه المبادرة نتائج مُبهرة، حيث أصبح التلاميذ أكثر ثقة بأنفسهم وقادرين على التعبير بحرية، مُحققين نجاحات مُتميزة في المسابقات الإقليمية والجهوية.
ويُجسّد تكريم باحساين والصمدي تقديراً لجهودهما المُخلصة وتفانيهما في تطوير أساليب التدريس وتشجيع المبادرات الإبداعية. فقد أثبتا أن بإمكان المعلم المُبدع، حتى في المناطق النائية، أن يُحدث فرقاً حقيقياً في حياة تلاميذه ويُساهم في بناء جيل مُثقّف وواعٍ. ويُعتبر هذا التكريم دافعاً قوياً لمواصلة العمل على تطوير التعليم وتحسين جودته في المغرب، مُؤكداً على أهمية دعم المبادرات المبتكرة وتشجيع المعلمين المتميزين. ففي ظلّ تحديات التعليم في المغرب، تُمثل قصّة باحساين والصمدي برهاناً ساطعاً على قدرة المعلم المُتميّز على إحداث تغيير إيجابي.