حتى بعد رحيل الوزير السابق لقطاع التربية الوطنية، شكيب بنموسى، ما زالت مطالب أساتذة اللغة الأمازيغية بتحسين أوضاع اشتغالهم في المدارس العمومية تسمع عاليا، حيث يرفض مدرسو تمازيغت ما وصفوه بـ الارتجالية في تدبير هذا الملف خلال الأسابيع الأولى من الموسم الدراسي، خصوصا في المدارس الرائدة، داعين الوزير الجديد، سعد برادة، إلى التعجيل بإصدار مذكرة وزارية واضحة تؤطر عمل أستاذ اللغة الأمازيغية بالتعليم الابتدائي باعتباره أستاذاً متخصصا.
استنكار أوضاع أساتذة اللغة الأمازيغية جددته تنسيقيتهم الوطنية، عبر فرعها في جهة فاس ـ مكناس، التي رفضت الارتجالية في التعاطي مع ملف اللغة الأمازيغية وأساتذتها في المنظومة التربوية وبالخصوص ما يعرف بـ مدارس الريادة .
وفي ما يتعلق بحال اللغة الأمازيغية وأساتذتها في مدارس الريادة، رفض المدرسون عدم إدراج اللغة الأمازيغية كمكون أساسي في هذا المشروع، مستنكرين اعتماد اللغتين الفرنسية والعربية فقط، ضربا عرض الحائط ما جاء به الدستور المغربي 2011، الذي أقر بكون اللغة الأمازيغية لغة رسمية للبلاد .
واعتبرت التنسيقية ذاتها أن العشوائية والارتجالية التي تطبع ملف تدريس اللغة الأمازيغية تبين بالملموس غياب الإرادة الحقيقية لوزارة التربية الوطنية لإيجاد حلول عملية لكي يشتغل أستاذ اللغة الأمازيغية في ظروف وبيئة ملائمتين .
واستغرب أعضاء التنسيقية ذاتها استدعاء أستاذات وأساتذة اللغة الأمازيغية لتكوينات مستمرة لمدارس الريادة التي تغيب فيها اللغة الأمازيغية واستثناء أستاذ اللغة الأمازيغية من العدة التي يتوصل بها أساتذة هذه الفئة من المدارس .
عبد الله أنوار، منسق وطني داخل التنسيقية الوطنية لأساتذة اللغة الأمازيغية، قال إن أستاذ اللغة الأمازيغية يعيش بداية كل سنة صراعاً دائماً مع الإدارة التربوية، وذلك بفعل غياب مذكرة تنظيمية تؤطر عمل أساتذة اللغة الأمازيغية المتخصصين بالتعليم الابتدائي .
وأضاف الإطار التربوي، في تصريح لنا، أن غياب هذه المذكرة التنظيمية جعل بعض المدراء يحاولون فرض 30 ساعة عمل على هؤلاء الأساتذة بمبرر كونهم إطار أستاذ التعليم الابتدائي وتسري عليهم نفس صيغ العمل المعمول بها المتمثلة في 30 ساعة بهذا السلك .
وشدد مدرس اللغة الأمازيغية وعضو التنسيقية الوطنية لأساتذتها على أن البيئة التي يشتغل فيها أستاذ اللغة الأمازيغية بالمدرسة المغربية لا تتلاءم وما هو عليه وضع أستاذ اللغة الأمازيغية باعتباره أستاذا للمادة لا القسم ، معتبراً أن مكانه الطبيعي بالسلك الثانوي إلى جانب زملائه المتخصصين في المواد الأخرى .
ووصف المتحدث ذاته وضعية أساتذة اللغة الأمازيغية في المدارس الرائدة بـ العشوائية ، مشيرا إلى أن أستاذ اللغة الأمازيغية يعيش في فراغ قانوني فلا هو بفائض ولا مزاول بالمؤسسة، وإنما يكتفي بتسجيل حضوره بالمؤسسة، نظرا لإقصاء مادة اللغة الأمازيغية من مشروع المدرسة الرائدة .
وخاطب المصرح نفسه الوزير الجديد الوصي على قطاع التربية الوطنية بالقول إن الإجراءات المستعجلة التي نطمح التعجيل بها تكمن في إصدار مذكرة تنظيمية واضحة تؤطر عمل أستاذ اللغة الأمازيغية بالتعليم الابتدائي باعتباره أستاذاً متخصصاً .
وتابع المنسق الوطني في السياق ذاته أن مطلبنا الجوهري هو تقديم الوزير الجديد لتصور واضح المعالم لمشروع تعميم هذه المادة بكافة الأسلاك التعليمية منبني على دراسة دقيقة لواقع مادة اللغة الأمازيغية بالمنظومة التربوية .
وكتعبير احتجاجي من طرف أساتذة اللغة الأمازيغية بالجهة ذاتها، دعت التنسيقية الجهوية لأساتذة اللغة الأمازيغية بفاس مكناس إلى حمل الشارات الحمراء خلال أيام التكوين المستمر لمدارس الريادة لعدم إدماج اللغة الأمازيغية في هذا المشروع ، داعيةً كل الفعاليات والنقابات والأحزاب إلى أخذ موقف جاد وصريح تجاه كل ما يخص اللغة الأمازيغية في المدرسة العمومية .