إثر الانتقادات الكثيرة التي طالته في الأيام الأخيرة، بعد هفواته في مجلس النواب، اغتنم مستشارون عن فريق التجمع الوطني للأحرار فرصة مناقشة الميزانية الفرعية لوزارة التربية الوطنية لإغداق المديح على الوزير محمد سعد برادة.
وكان وزير التربية الوطنية قد تعرض لانتقادات واسعة بعد أن وعد طفلة برلمانية بتقديم جواب كتابي عن سؤالها الشفهي حول الذكاء الاصطناعي، وتكرار الأمر نفسه خلال جلسة للأسئلة الشفهية بمجلس النواب حيث أكد للنواب أنه سيرسل إليهم جوابا كتابيا حول موضوع التعليم الأولي.
وخلال اجتماع صباح اليوم الخميس بمجلس المستشارين، أشاد كمال صبري، المستشار عن التجمع الوطني للأحرار، بالمسار السياسي للوزير ، مضيفا نعتبره داخل حزبنا رقما مهما في المعادلة التي أعطت اليوم فوز التجمع الوطني للأحرار، وهو عضو بالمكتب السياسي، ومكلف بالترشيحات داخل الحزب، ويعرف المترشحين والمنتخبين جميعهم، وحتى الذين لم ينجحوا في الانتخابات يعرف سبب سقوطهم وسينجحون في المرة القادمة .
وشدد المستشار كمال صبري على أنه من المهم إثارة هذا الأمر، ومن الضروري أن نعرف كفاءة الوزير ، مطالبا الوزير بتشغيل عبقريته في القطاعات التي يشرف عليها لتحقيق نتائج مهمة.
وبدوره، هنأ محمد حنين، المستشار عن فريق التجمع الوطني للأحرار، الوزير على الثقة الملكية خلال التعديل الحكومي، مفيدا نعرف سعد برادة وهو ليس رجل الكلام بل رجل الملفات ، مفيدا أن ما نسمعه من انتقادات ولوم وعتاب سيزول مع الوقت وأي مسؤول لابد أن يُعطى له الوقت الكافي قبل القيام بتقييم عمله .
هذا القطاع لا يتطلب الكثير من الكلام ، يتابع حنين، مشيرا إلى أن هناك تراكمات، وسبق أن خضع القطاع لتدبير كانت فيه الشعبوية والمزايدات السياسية والكلام الجميل، ولكن النتائج كانت دائما مخيبة للآمال وهي التي أسفرت اليوم عن هذا التراكم السلبي مع الأسف .
وأردف لذلك فإن الحكومة الحالية في برنامجها حينما منحت الأولوية للتعليم والصحة بالإضافة إلى التشغيل كانت صائبة، لأنه لا يعقل أن نصل إلى مؤشرات لا تشرفنا كمغاربة ، مضيفا إن اقتناعنا بالمسار الإصلاحي والبرنامج الحكومي سيجعلنا نحقق نتائج .
وأفاد المستشار نفسه مازلنا في بداية الإصلاح، ويجب أن نتعاون جميعا لمساندته ، مضيفا أن الإشكالات التي تراكمت في التعليم جاءت هذه الحكومة وتحملت التكاليف الباهظة لإصلاحها، وأن الانتقاد سهل. ولكن من يعمل ليس كمن ينتقد .
وتابع حنين: اليوم على كل من يملك روحا وطنية أن يساند ويدافع من أجل تحقيق النتائج التي نطمح إليها جميعا ، موردا أن أبناء المغاربة وجيل المستقبل لا يمكن أن نزايد عليهم سياسيا ، ومن يملك حلولا سحرية فإن الحكومة منفتحة، متمنيا التوفيق للوزير برادة بالقول لدينا أمل أن تحققوا ما عجز عنه السابقون .
بدوره محمد بن فقيه، المستشار البرلماني عن فريق الأحرار بالمستشارين، بدأ مداخلته بالتساؤل أي وزير نريد؟ هل الذي يجيد الكلام أم الذي يجيد العمل؟ ، مضيفا أن الوزير الذي جاء كفاعل اقتصادي واقتحم أبواب السياسة يجب إعطاؤه الوقت لأن لكل داخل دهشة .
وأوضح نلتمس العذر للوزير ، مفيدا ما نريده اليوم من الوزير هو أن يقدم المُنجز ولن نحاسبه على الكلام، بل سنحاسبه حين خروجه عما تركه في قطاع التعليم الذي يعد أم القطاعات وليس وزارة الداخلية .