أغمضي عينيك أستاذة وإفتحي يديك، فقد أعددنا لك اليوم هذه مفاجئة تغمض الاستاذة عينيها وتبسط يديها، فتوضع على راحتيها علب الشوكلاطة .
هكذا تجري طقوس تراند الشكولاطة بين التلاميذ والأساتذة، إذ ينتهي المشهد في الغالب بتبادل وشائج عاطفية يفرضها (صواب)، الالتفاتة، أو le geste .
*نيروز همون -le12.ma
مع إقتراب موعد فروض المراقبة المستمرة، إنتشرت ظاهرة وضع الشكلاطة على مكاتب الأساتذة، في أقسام المؤسسات التعلمية.
أغمضي عينيك أستاذة و إفتحي يديك فقد أعددنا لك مفاجئة اليوم .. هكذا تجري طقوس تراند الشكولاطة.
تراند الشكولاطة، بقدر ما رحب به البعض داخل أسرة التعليم بقدر ما تحفظ بشأنه البعض، بل هناك من رفضه.
ولكل صاحب موقف تبريراته وقناعته، فهناك من يعتبر تراند الشكولاطة، تكريم من التلميذ لمدرسه، وهناك من يراه هدية تقرب لكسب ود المدرس مع اقتراب موعد الامتحانات. وهناك من يعتقد أنه يفقد الاحترام تجاه الاستاذ، وهناك من يرى أنه يحجر التلاميذ غير القادرين على تقديم هدايا للأساتذة.
قبل عرض هذه الردود المستقاة من تجارب بعض الاساتذة مع تراند الشكولاطة، دعونا نتعرف على أصل الحكاية.
قصة تراند الشكلاطة
قصة تراند ديال تقديم الشكلاطة من طرف التلاميذ للأساتذة جات من تونس.. واحد الأستاذ فتونس قريب للتقاعد كايتعرض للتنمر والمضايقات من طرف التلاميذ.
خرج واحد النهار ملي سالا خدمتو وغادي فالشارع لدارو تبعوه التلاميذ ديالو بداو كايعايروه وكايوصفوه بأوصف قدحية.. تبع واحد فيهم وبقى كايشيير عليه بالحجر.. تصور هذ المشهد ودار البوز فتونس شاهد أستاذ يركض خلف تلميذ ويرشقه بالحجارة.. دار الفيديو البوز.
من موراه أم أحد التلاميذ غاتدير شكاية بالأستاذ كاتهمو بلي كايتعدى على ولدها داخل الفصل.. الأستاذ بعد الفيديو لي تنتشر فمواقع التواصل الإجتماعي والشكاية ديال أم أحد التلاميذ ديالو ..
قرر أنه يوضع حد لداك الفريع لي كايعيش خواا على راسو ليصانص وشعل فيه العافية ومشى عند مولاه .. مورا الحديثة ناشطة حقوقية تونسية هي لي طلقات حملة قدم شكلاطة لأستاذ.. توسعات الحملة حتى وصلات المغرب .. وماعندها علاقة لا بالحب لا سيدي زكري .. عندها علاقة بمغادرة أستاذ للحياة بطريقة بشعة.
*أحمد الدافري -جامعي
أوقفوا هذه الظاهرة الغريبة
تراند الشكولاطة، قد يراه البعض تعبير للتلاميذ على مدى حبهم للأستاذ، و قد يفرح الأستاذ بذاك، ولكن بقدر الفرحة الكبيرة التي بدت على وجوه التلميذات و التلاميذ الذين التموا حولي لتقديم ما احضروه، لاحظت انكساراً و حزناً عميقاً في وجوه بعض المتعلمين الذين لم يحضروا شيئا لظروفهم الصعبة.
في البداية عبرت لهم عن فرحتي الكبيرة، و أكدت عليهم عدم تكرار ما فعلوه، وقمت باسترجاعها لهم و طلبت منهم تقاسمها مع أصدقائهم.
أحسست أنهم لم يتقبلوا الأمر في البداية، وكأنني أفسدت المفاجئة أصبحت في ورطة.. .. ماذا سأفعل؟.
لهذا أخذت قطعة شكلاطة وقلت لهم : ها قد تذوقت، و الآن تقومون بالشيء نفسه مع جميع أصدقائكم و لا تحضروا أي شيء مرة أخرى .
كسرت النفس في صفوف المتعلمين، قد تدفع بعض المتعلمين إلى السرقة فحذار من تقبل الأمر أوقفوا هذه الظاهرة الغريبة
عمارة حسناء-مدرسة
تراند الشكولاطة ونقط الفروض
دابا الاستاذ إذا ما قبل أخد الشكلاطة من التلاميذ واش غيقدر يعطيهم النقط لي كيستحقو بلا عاطفة؟ لي خذا شي نقطة خايبة وهو عاطيك شكلاطة يبقى يدعي عليك إلى يوم الدين . هذه تدوينة نشرت في صفحة تجمع الاساتذة على فيسبوك فكانت الردود التالية:
أسية أيوب
أنعطك مثال أ الأخت. شخصيا دارو ليا التلاميذ هاد الترند. وأنا موالفة للي ما جابش الكتاب كندير ليه ناقص باش فأخر الدورة نعرف شحال نحط لكل الواحد فنقطة الأنشطة (المشاركة، القيام بالواجبات .) المهمم، هذاك النهار قلت ليهم كعربون شكر ليكم على هاد le geste اليوم ما غاندير لحتى واحد ناقص واخا. ولكن الغد ليه صبحت عليهم بالناقص لأي واحد دار علاش.
فنة ( اسم مستعار)
عادي جابولي شكلاط قدمتلهم هدايا بساط وهادشي كايبقا خارج نطاق العمل حيت عارفيني صارمة معاهم وماعنديش مشكل نحط الاصفار وقت الضحك والحب وقت والقراية شيء اخر
لطيفة بدوي : لا يجب خلط الامور
متخلطوش الموضوع التلاميذ مديرينوش علي قبل النقط والأستاذ لبغي يزيد النقط بلا شكلاط يزيدهم
قدوري نور الدين
لي مهني وعارف واش كايدير وحاسم مع الذاتية مايغلط فحق ولاد الناس سواء جابوله الشيكولا ولا ذبحوله بقرة
فدوى فاد
علاه الاستاذ كله غايتشرا بشكلاطة اش هاد التفكيييير العشوائي العبيط هاداك مجرد هدية رمزية تعبيرا على حب وتقدير و امتنان المتعلمين له وفقط .واش الاستاذ غبي لدرجة يحط 18 و 17 لواحد عنده 7 و 6؟؟؟العبث كيداير .
إدريس بوزكراوي
تسلم منه المال مقابل ساعات اضافية بعدما لم يتمكن التلميذ من التحصيل
ونتساأل عن قبول او رفض شكلاطة فالموروث يقول الهدية لا ترد.
تراند الشكلاطة، فكرة بسيطة لكنها تحمل رسالة عميقة. التقدير الصغير يصنع فرقا كبيرا، فلنركز على نتائجها الإيجابية بدل الاعتراض على أسلوبها.
تراند الشكولاطة حقيقة من تونس
إذا خرجت الظاهرة من تونس، فقد جاءت حقيقة التعامل الواقعي معه من تونس، هذا ما تعبر عنه خريجة كلية الاداب بصفاقس، التونسية أية عروس، من جلال تدوينة جاء فيها :
ترند الشكلاطة الذي أصبح شائعًا في الفترة الأخيرة ..
هذه الظاهرة ليست مجرد تعبير عن احترام التلاميذ لمعلميهم أو أساتذتهم، بل هي في الحقيقة دليل على تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل عقولهم، ومدى تأثير التبعية على شخصياتهم. فبدلاً من أن تكون هذه الهدايا تعبيرًا عن محبة حقيقية، هي مجرد انعكاس للسيطرة التي تمارسها تلك المواقع على تفكيرهم.
اليوم، أصبحت هذه المواقع هي القوة المحركة التي تبني شخصياتهم، وتحدد قدواتهم ومبادئهم.
لذا، يجب على الاولياء والمعلمين أو الاساتذة أن يكونوا حذرين ويأخذوا هذه الحقيقة بعين الاعتبار وان يعملو على تعزيز قيم الفكر المستقل لدى التلاميذ.. .