تقديم:
إن الحديث عن السرد في الأعمال النثرية أمر عادي، لكن في مقابل الحديث عنه داخل مجال الشعر، فهذا أمر آخر يحتاج إلى تدييل وتوضيح. لقد ظهر مصطلح السردية في الساحة الأدبية مع الشكلانيين الروس، وتبلور بشكل فعلي مع تودوروف سنة 1969.
وفي هذا الصدد، أخذت غمار تحليل قصيدة لأبي تمام في مدحه للمعتصم، وبينت مدى توفرها على العناصر السردية، بحيث قمت بتقسيم هذا الموضوع إلى محورين، فالمحور الأول يضم في ثناياه: حياة الشاعر وأهم مؤلفاته، أما المحور الثاني فقمت بدراسة تطبيقية للقصيدة من خلال استحضار العناصر السردية ( الأحداث، الشخصيات، الزمن، المكان، الرؤية السردية، بنية التحول).
فهل يمكن الحديث عن السردية في الشعر أم لا؟
وإلى أي حد تتوفر العناصر السردية السالفة الذكر في قصيدة أبي تمام التي مدح فيها المعتصم ؟
المحور الأول : ترجمة الشاعر ومؤلفاته
ا- ترجمة الشاعر أبي تمام :
أبو تمام: هو حبيب بن أوس الحارث الطائي، الشاعر، أحد أمراء البيان، ولد سنة (177 ه/704 م)، وتوفي سنة (231ه/746م)، بقرية من قرى سوريا تدعى جاسم، حيث رحل إلى مصر، واستقدمه المعتصم إلى بغداد، وقدمه على شعراء عصره، فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل، فلم يتم سنتين حتى توفي فيها.
ب- مصنفات الشاعر أبي تمام :
له مصنفات عديدة منها :
فحول الشعراء
ديوان الحماسة
مختارأشعار القبائل
نقائض جرير والأخطل
الوحشيات
ديوان شعر .
ج-أخبار أبي تمام :
إن أول من جمع شعره مرتبا إياه على الحروف هو أبو بكر الصولي (ت335ه)، ثم علي بن حمزة الأصفهاني (ت375 ه) مرتبا إياه على الأنواع، وتلت بعد ذلك الشروحات على ديوانه، منها:
شرح أبي حامد أحمد بن محمد الخازرجي (ت 347 ه).
شرح أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري( ت 370ه).
شرح الخطيب التبريزي (ت502 ه).
دارت حول أبي تمام حركة نقدية إلى جانب البحتري، ومن بين القضايا التي دارت حوله -أبي تمام- :البديع والسرقات، اللفظ والمعنى، القديم والحديث، الأخطاء والعيوب، بالإضافة إلى الدراسات التي قام بها الآمدي عن أشعاره، فأبو تمام يتعب نفسه، يكد طبعه يطول فكره، يفصل المعاني ويستنبطها.
إن المديح أبرز الفنون التي نظم فيها أبي تمام، كما له مراثي وحكما رائعة، حيث تميز بقوة السبك، وحسن الإخراج والتأنق في البيان، لفظا ومعنى، كما نظم في الخليفة المعتصم أجمل قصائده، خصوصا مطولته البائية المشهورة التي مدحه فيها بعد فتح عمورية الرومية، وخالف في مطلعها المقدمة الطللية التقليدية واستهلها بالحكمة يقول في مطلعها:
السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب
ج- صفات أبي تمام:
وردت لأبي تمام بعض الصفات كما جاء في كتاب أخبار أبي تمام للصولي حيث قال:
حدثني عون بن محمد قال :كان أبوتمام طوالا، وكانت فيه تمتمة يسيرة، وكان حلو الكلام فصيحا، كان لفظه لفظ الأعراب .
د- مراثي أبي تمام
ورد في كتاب أخبار أبي تمام للصولي أن أبي الغوت يرثي كل من أبيه أبا تمام ،وأيضا يرثي دعبلا حيث يقول في رثائهما :
قد زاد فيك لفي وأوقد لوعت مثوى حبيب يوم مات ودعبل
وبقاء ضرب الختعمي وشبهه من كل مضطرب القريحة مهمل
أهلا لمعاني المستحيلة أين هم طلبوا البداعة والكلام المفضل
أخوى لاتزل السماء مخيلة تغشاكما بحيا مقيم مسبل
ه- أبو تمام في أدب المغاربة والأندلس:
ذكر أبو تمام الأندلس في شعره مرتين، إحداهما في قصيدته التي مدح فيها خالد بن يزيد الشيباني ومطلعها :
يا موضع الشدنية الوجاء ومصارع الإدلاح والإسراء
فالصين منظوم بأندلس إلى حيطان رومية فملك دمار .
كما كانت حلقات الإقراء لشعر أبي تمام والمتنبي، في مساجد قرطبة واشبيلية وغيرها، ومن هذه الحلقات كان يتخرج الشعراء والكتاب والأدباء والعلماء، حيث كان شعر أبي تمام معروفا في المغرب الأقصى منذ أواخر العهد الإدريسي حتى بيئات كانت تسود فيها اللغة الأمازيغية.
وقد عرف أبو تمام عند نقاد الأندلس والمغرب، بأنه شاعر الصنعة، وفسرها إبن حزم بأنها التأليف الجانح للاستعارة في الأشياء، والتحليق على المعاني والكناية عنها، وقال : ورب هذا الباب من المتقدمين، زهير بن أبي سلمى ومن المحدثين حبيب بن أوس.
وقد نسج أبوالطاهر السرقسطي في القرن السادس على منوال إبن شرف، فألف مقامة في الشعراء، وفيها محاكمة لأبي تمام والبحتري: قلت فالطائي الأكبر؟ فقال: نعم ما صنع و عبر، وبئس ما أفصح عن المعاني وعبر
إن هذه العناية برواية شعر أبي تمام وحفظه وتدريسه وشرحه ونقده، أدت في آخر الأمر إلى ثأتيره في الحركة الأدبية والشعرية بالأندلس وبلدان المغرب ويتمثل هذا التأثير في أمرين:
1-المعارضة التي أصبحت ظاهرة عامة في شعرالأندلس والمغرب .
2 -إن شعر أبي تمام كان كعامة الشعر القديم والمحدث، من المحفوظ الذي يجري ألفاظه ومعانيه على ألسنة الشعراء، وأقلام الكتاب في الأندلس والمغرب، وكانوا لا يتخلصون من تأثيره حينما يكتبون أو يشعرون، ومن هنا نجدهم يقفون على مكان وصور وصيغ سبق إليها أبوتمام.
المحور الثاني: دراسة تطبيقيةّ لقصيدة أبي تمام في مدح المعتصم نموذجا
إن الباحث في الشعر القديم يرى أن عنصر القص من بين الظواهر الفنية البارزة فيه، لا بالمفهوم الاصطلاحي الدقيق باعتباره فن أدبي له شكله وقواعده ووظيفته ، ولكن من حيث إنها تلتقي بقصة شعرية طريفة، تصف لنا وتسجل كل ما تقع عليهم أعينهم من وقائع الحياة . إن الشاعر يعبر عن حسه القصصي من ناحية، ويستوعب طموحه لأنه يحكي الأحداث، ومن تم يسجلها، وكأنه يوثقها من ناحية أخرى، لأنها حاجة من حاجات الشعوب في كل العصور وكل الأزمنة. سرد قصصي لحوادث معينة أو قص لأخبار شخصية أو تجارب ذاتية، إذ يتناول جانبا من مغامراته أو قص علينا بعض الأخبار الماضية إلى غير ذلك من ألوان القص.
قصيدة في مدح المعتصم وذكر أمر الأفشين وهو خيذر بن كاوس:
الحق أبلج والسيوف عوار فحذار من أسد العرين حذار1
-ملك غدا جار الخلافة منكم والله قد أوصى بحفظ الجار 2
-يا رب فتنة أمة قد بزها جبارها، في طاعة الجبار 3
-جالت بخيدر جولة المقدار فأحله الطغيان دار بوار 4
-كم نعمة لله كانت عنده فكأنها في غربة وإسار5
كسيت سبائب لومة فتضاءلت كتضاؤل الحسناء في الأطمار 6
-موتورة طلب الإله بثأرها ..وكفى برب الثأر مدرك ثأر 7
-صادى أمير المؤمنين بزبرج في طيه حمة الشجاع الضاري 8
-مكرا بنى ركنيه إلا أنه وطد الأساس على شفير هار 9
-حتى إذا ما الله شق ضميره عن مستكن الكفر والإصرار 10
-ونحا لهذا الدين شفرته انثنى والحق منه فائق الأظفار 11
-هذا النبي وكان صفوة ربه من بين باد في الأنام وقار 12
-قد خص من أهل النفاق عصابة وهم أشد أذى من الكفار13
-واختار من سعد لعين بني أبي سرح لوحي الله غير خيار 14
-حتى استضاء بشعلة السور التي رفعت له سجفاً عن الأسرار 15
-والهاشميون استقلت عيرهم من كربلاء بأثقل الأوتار16
-فشفاهم المختار منه ولم يكن في دينه المختار بالمختار 17
-حتى إذا انكشفت سرائره اغتدوا منه براء السمع والأبصار 18
-ما كان لولا فحش غدرة خيذر ليكون في الإسلام عام فجار19
-ما زال سر الكفر بين ضلوعه حتى اصطلى سر الزناد الواري20
21 -ناراً يساور جسمه من حرها لهب، كما عصفرت نصف إزار
الشروحات :
-المعتصم : أبو إسحاق محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور ثامن الخلفاء العباسيين، تقول إحدى الروايات أن رجلا قدم للمعتصم ناقلا له حادثة شاهدها قائلا: يا أمير المؤمنين، كنت بعمورية فرأيت امرأة عربية في السوق مهيبة جليلة تسحل إلى السجن فصاحت في لهفة: وامعتصماه وامعتصماه ، فأرسل المعتصم رسالة إلى أمير عمورية قائلا له: من أمير المؤمنين إلى كلب الروم أخرج المرأة من السجن، وإلا أتيتك بجيش بدايته عندك ونهايته عندي. فلم يستجب الأمير الرومي وانطلق المعتصم بجيشه ليستعد لمحاصرة عمورية فمضى إليها، فلما استعصت عليه قال: اجعلو النار في المجانيق وارموا الحصون رميا متتابعا ففعلوا، فاستسلمت ودخل المعتصم عمورية فبحث عن المرأة فلما حضرت قال لها: هل أجابك المعتصم قالت: نعم.
فلما استقدم الرجل قالت له: هذا هو المعتصم قد جاء وأخزاك قال: قولي فيه قولك. قالت: أعز الله ملك أمير المؤمنين، بحسبي من المجد أنك ثأرت لي، بحسبي من الفخر أنك انتصرت، فهل يأذن لي أمير المؤمنين في أن أعفو عنه وأدع مالي له. فأعجب المعتصم بمقالها وقال لها: لأنت جديرة حقا بأن حاربت الروم ثأرًا لك. ولتعلم الروم أننا نعفو حينما نقدر.
خيذر : ملقب بالأفشين وهو خيدر بن كاوس ،رجل من الفرس، اصطفاه المعتصم لحسن خدمته وطاعته، وذكر أنه كان منطويا على خلافة المعتصم فعلم بذلك فصلبه وأحرقه.
سبائب: الشقق المستطيلة.
الأطمار : الثياب الرثة.
صادى أمير المؤمنين : دارى.
بزبرج :غيم فيه ألوان مختلفة ولا ماء فيه.
الشجاع الضاري : فالشجاع نوع من الحيات، جمع حية واستعار له الضاري .
باد : الذي يسكن في البادية.
قار: الذي يسكن في القرية وتعني في مواضع أخرى المدينة .
سعد لعين بن أبي سرح : فالمشهور هو عبد الله بن سعد حيث كان يكتب الوحي وكان يغير ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا قال النبي: إن الله غفور رحيم كتب إن الله سميع، عليم ويقول للناس لو كان محمد صادقا لأنكر علي هذا التغيير.
الهاشميون: بن هاشم .
المختار :هو بن أبي عبيد الثقفي، كان ظهر بالكوفة وزعم يطلب بدم الحسين فقتل عالما، كان كذابا مموها، فكان يطلب الملك ولم يكن قصده الدين ونصرته، وكان أيضا يدعي أنه يوحى إليه حيث يقول:
أري عيني مالم تراياه كلانا عالم بالترهات
الفجار:نقض ما يتخالف عليه اثنان، ويقال للحانت في يمينه فاجر.
-الزناد الواري: النار التي أحرق بها .
ا- الأحداث :
يبدو أن تقطيع فقرات نص من النصوص السردية يتم في ضوء التحفيزات الممكنة للبنيات الحكائية نفسها .
-الحدث الرئيس:
مدح الشاعر /السارد للمعتصم وذكر قصة غدر الأفشين (خيذر بن كاوس) له، وقيام المعتصم بصلبه وحرقه .
الأحداث الفرعية :
من البيت 1 إلى البيت 3 : مدح الشاعر /السارد للمعتصم.
من البيت 4 إلى البيت 11: قصة المعتصم مع الأفشين خيذر بن كاوس، الذي كان منطويا على خلافة المعتصم فقام هذا الأخير بصلبه وحرقه.
من البيت 12 إلى 15البيت : قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع سعد بن أبي سرح الذي اختاره النبي لكتابة وحيه، ولكن سعد كان يغير من الآيات .
من البيت 16 إلى البيت 18 : قصة الهاشميين مع المختار بن أبي عبيد الثقفي، الذي اختاره الهاشميون لإدراك ثأرهم، فأعانوه وشدوا على يديه حتى انكشفت لهم سرائره فتبرأو منه مما رأوا فيه .
من البيت 19 إلى البيت 21 : ذكر مصير الأفشين خيدر بن كاوس بعدما صلبه وأحرقه المعتصم .
إن المتأمل في هذه القصيدة /القصة يجد نفسه أمام ثلاث قصص متشابهة إلى حد بعيد، من حيث قضية الغدر وخيانة العهود والأمانة :
-قصة إطار : قصة المعتصم الذي غدره الأفشين خيذر بن كاوس .
-قصتان متضمنتان: قصة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي غدره سعد بن أبي سرح، وقصة الهاشميين الذين غدرهم المختار بن أبو عبيد الثقفي.
ب- الشخصيات :
إن للشخصيات دور هام في بناء الأحداث وتحريك العملية السردية، إذ تعد الشخصية : بؤرة مركزية داخل العمل السردي، فلا يمكن أن نتوقع نصا سرديا خاليا من الشخصيات إضافة إلى ما لها من دور في تطوير الأحداث وصياغتها .
يمكن تقسيم الشخصيات إلى ثلاثة أنواع:
الشخصية المحورية:
الخليفة العباسي المعتصم وهو بطل القصة/الحكاية.
شخصيات ثانوية ثابتة :
وهي شخصيات لا تقل أهمية عن الشخصية المحورية: نجد كل من النبي عليه الصلاة والسلام، ثم السارد خيذر بن كاوس.
-شخصيات ثانوية عابرة:
وهي شخصيات ليس لها حضور ودور فعال ضمن مسار السرد، لذا سميت بالشخصيات الثانوية العابرة، ومن أبرزها:
-الهاشميون (بن هاشم )، المختار أبو عبيد الثقفي، سعد بن أبي سرح.
ج- المكان:
مما لاشك فيه أن أي عمل سردي لابد له من مكان تجري فيه الأحداث، إذ يعد المكان أو الفضاء : عنصرا أساسيا في كل عمل أدبي سردي عموما، إذ لا يمكن أن نتحدث عن وقوع أحداث خارج فضاء أو مكان معين. بَيْدَ أن العمل الأدبي حين يفتقد المكانية، فهو يفتقد خصوصيته، ومن ثم أصالته .
لم يذكر المكان الذي جرت فيه أطوار أحداث هذه القصة صراحة، ولكن ذكر بشكل ضمني، وهو القصر أو المكان الذي يقيم فيه الخليفة المعتصم، ناهيكم عن أمكنة أخرى جرت فيها أيضا الأحداث: سبائب دار بوار- كربلاء
د- الزمن :
تحدث سعيد يقطين عن نوعين من الأزمنة وهناك أزمنة أخرى طبعا،هذان النوعان من الأزمنة هما: زمن القصة وزمن السرد، فزمن القصة أسبق من زمن السرد، حيث الأول يشمل ما هو كوني ويتضمن الفصول والأيام والشهور في حين الزمن الثاني أي السرد يعني الطريقة التي تروى بها الأحداث، فالأحداث التي تقع في الواقع لا يمكن أن ننقلها إلى عالم متخيل بنفس الترتيب الذي وقعت فيه .
إن زمن السرد قد استعملت فيه تقنية الاسترجاع، حيث تم في الأول مدح الخليفة وبعدها ذكر ما وقع لخيذر بن كاوس، ثم قام السارد باسترجاع قصة النبي صلى الله عليه وسلم وما حدث له مع سعد بن أبي سرح، ثم انتقل إلى الحديث عن قصة آل هاشم مع المختار أبوعبيد الثقفي، ليعود السرد من جديد للحديث عن نهاية خيذر بن كاوس الذي صلب وأحرق، فكانت نهايته نهاية مأساوية.
وهناك أزمنة أخرى كزمن الأفعال(الزمن النحوي)، فنلحظ هيمنة الأفعال الماضية على جل القصيدة /القصة :جالت ،صادى ،اختار، نحا
ه- الرؤية السردية:
يضع تودوروف الرؤية السردية في المرتبة الأولى في العمل الأدبي، حيث في الأدب لا نواجه أحداثا أو أمورا في شكلها العام، وإنما نواجه أحداثا مفروضة بطريقة ما وتحدد مظاهر أي شيء بالرؤية التي تقدم لنا عنه .
فالرؤية السردية في هذه القصيدة /القصة هي الرؤية مع ، حيث تساوى السارد /الشاعر مع الشخصيات في معرفة أحداث القصة.
و- بنية التحول :
شهدت القصيدة / القصة تحولا للأفشين(خيذر بن كاوس) الذي كان تحت رعاية المعتصم فأكرمه واصطفاه لحسن خدمته وطاعته، وذكر أنه كان منطويا على خلافة المعتصم فعلم بذلك، فتحولت حياته رأسا على عقب حين قام المعتصم بصلبه وحرقه والذي يدل على هذا الأبيات الثلاثة (4-5-6) من القصيدة:
جالت بخيدر جولة المقدار فأحله الطغيان دار بوار 4
-كم نعمة لله كانت عنده فكأنها في غربة وإسار5
6-كسيت سبائب لومة فتضاءلت كتضاؤل الحسناء في الأطمار.
في هذه القصيدة / القصة سجل أبو تمام مخادعة الأفشين لأمير المؤمنين وكيده الذي ارتد إليه، فمثل هذا الأمر قد تعرض له الرسول عليه الصلاة والسلام، وتعرض له أيضا الكرام من آل هاشم.
خاتمة
بناء على ما تقدم، يمكن القول إن قصيدة أبي تمام مدح المعتصم توفرت فيها إلى حد ما جل العناصر السردية من قصة/حكاية،
ثم شخصيات، علاوة على المكان والزمن، والرؤية السردية وبنية التحول
مما يؤكد ما قلناه في بداية دراسة هذا الموضوع، أن الشعر القديم له من السردية ما يغنيه محموده.
لائحة المصادر والمراجع:
-الكتب:
ديوان أبي تمام : شرح الخطيب التبريزي، الجزء الأول، دار الكتاب العربي بيروت، ط2، 1994.
تودوروف، تزفيطان :الإنشائية الهيكلية، ترجمة مصطفى تواني، الثقافة الأجنبية، العدد الثالث،1982.
جماعي التأليف :الفضاء الروائي، ترجمة عبد الرحيم حزل، إفريقيا الشرق ،2002.
ابن شريفة، محمد: أبو تمام وأبو الطيب في أدب المغاربة، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى،1986.
الصولي، أبو بكر: أخبار أبي تمام، تحقيق خليل محمود عساكر، دار الآفاق الجديدة، بيروت،الطبعة الثالثة، 1980.
فرشوخ، أحمد: جمالية النص الروائي- مقارنة تحليلية- لرواية لعبة النسيان لمحمد برادة، دار الأمان، 1996.
لحميداني، حميد: بنية النص السردي، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء الطبعة الثالثة.
مومني، قاسم :الموازنة بين أبي تمام والبحتري للآمدي دراسة وتحليل- دار النشر المغربية، الدارالبيضاء، دون طبعة، 1985.
يقطين، سعيد: تحليل الخطاب الروائي ( الزمن-السرد- التبئير)، المركز الثقافي العربي، بيروت، الطبعة 3، 1997.
المقالات:
-عرفة، محمد عزت: مع أبي تمام في آفاقه ، مجلة الرسالة، العدد930، أبريل/ 1951.
(.) باحث في سلك الدكتوراه/ كلية الأداب والعلوم الإنسانية عين الشق، جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء