شهدت ثانوية زايدة التأهيلية بإقليم ميدلت، خلال الأسبوع الماضي، حادثة غير مسبوقة أثارت موجة من الغضب والصدمة في الأوساط التعليمية. تمثلت الواقعة في اقتحام شخص مخمور للمؤسسة، واعتدائه جسديًا ولفظيًا على أستاذة للتربية البدنية أثناء إشرافها على حصة رياضية، مما أدى إلى إصابتها بانهيار عصبي ونقلها إلى المستشفى لتلقي الإسعافات.
كانت الأستاذة تؤدي واجبها المهني في تأطير حصة للتربية البدنية، حين لاحظت وجود شخص غريب تسلق سور المؤسسة وظل يراقبها مع التلاميذ. وفق روايات متعددة، اقتربت الأستاذة من المعتدي وطلبت منه مغادرة المكان، بينما تشير روايات أخرى إلى أن المعتدي نزل بنفسه من السور واتجه نحوها مباشرة. في الحالتين، قام الشخص بالاعتداء عليها لفظيًا بألفاظ نابية وجسديًا بضربها بشكل عنيف.
بعض الشهادات أفادت بأن الاعتداء تضمن محاولة اغتصاب، لكن النقابات التعليمية المحلية حددت الحادث في إطار الاعتداء الجسدي دون الإشارة إلى محاولة الاغتصاب. تدخل زملاء الأستاذة والأطر الإدارية وحراس الأمن فور وقوع الحادث، حيث تمكنوا من تخليصها من قبضة المعتدي، الذي تم احتجازه داخل إحدى حجرات الإدارة إلى حين وصول السلطات الأمنية.
حضرت السلطات الأمنية فور الإبلاغ عن الحادث، وأوقفت المتهم الذي كان في حالة سكر واضح. تم اقتياده للتحقيق وعرضه على أنظار النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بميدلت، التي باشرت الإجراءات القانونية اللازمة.
الحادثة أثرت بشكل عميق على الأطر التربوية والتلاميذ الذين كانوا شهودًا على الواقعة. الأستاذة المعتدى عليها تعرضت لانهيار عصبي ونفسي نتيجة الاعتداء، فيما عبر التلاميذ عليك حبيبي ن صدمتهم من اقتحام شخص غريب للمؤسسة وتهديد سلامة الجميع.
أدانت النقابات التعليمية المحلية والإقليمية بشدة الحادثة، واعتبرتها مؤشرًا خطيرًا على تصاعد الاعتداءات ضد الأطر التربوية، خصوصًا النساء. وأكدت النقابات أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق أن تعرضت مجموعة من الأستاذات هذا الموسم لاعتداءات جسدية ومحاولات اغتصاب وسرقة في مناطق مختلفة من المملكة.
هذه الحادثة المؤلمة تسلط الضوء على الحاجة الملحة لتدخل السلطات لتحصين المؤسسات التعليمية من مثل هذه الاعتداءات، وضمان بيئة عمل آمنة تحمي الأطر التربوية، خصوصًا النساء، من الأخطار المتزايدة التي تهدد سلامتهم الجسدية والنفسية.