أصبحت حادثة وفاة طفلة في مستشفى تطوان بمرض بوحمرون محور اهتمام كبير في وسائل الإعلام والمجتمع المحلي، خاصة في ظل الظروف الصحية المتدهورة التي تشهدها عمالة إقليم شفشاون، كما سجلت مدينة طنجة خمس حالات وفاة بنفس المرض.. هذه الأحداث خلقت تساؤلات حول الوضع الصحي في مستشفيات الجهة والإجراءات المتبعة في معالجة المرضى المصابين بأمراض معدية، من بينها داء الحصبة الذي بدأ ينتشر في المنطقة بشكل ملحوظ.
ويعد مرض الحصبة (بوحمرون) من الأمراض التنفسية الحادة التي تتسبب في مضاعفات صحية خطيرة إذا لم تُعالج بشكل مناسب وسريع، وهو ما يصعب الوضع في مستشفى تطوان الذي يعاني من نقص في الموارد الطبية والكفاءات المتخصصة، وبالرغم من أن السلطات المحلية والمستشفى لم تصدر أي توضيح رسمي بعد حول ملابسات وفاة الطفلة أو حول الوضع الصحي الحالي، إلا أن شائعات وأخبارا متضاربة بدأت تنتشر بين ساكنة المنطقة، مما زاد من القلق والخوف بين المواطنين.
من جهة أخرى، هناك غيابا للشفافية في التعامل مع المعلومات المتعلقة بحالات الإصابة بمرض بوحمرون في المستشفى، الأمر الذي أدى إلى تزايد الشكوك حول طبيعة الإجراءات الوقائية المتبعة من طرف وزارة الصحة ومدى فعاليتها في مكافحة انتشار العدوى، كما أن عدم إصدار توضيحات رسمية من الجهات المعنية، يزيد من حالة الضبابية والذعر بين المواطنين، الذين يطالبون بتفسير واضح لما يحدث وتوضيح الأسباب الحقيقية للوفاة.
في ظل هذه الظروف، بات من الضروري أن تتحمل الجهات الصحية والإدارية في طنجة وشفشاون وتطوان مسؤولياتها وتقوم بتوفير معلومات دقيقة وشفافة حول الوضع الصحي، وذلك من خلال بيان رسمي يتناول جميع النقاط المثيرة للقلق، كما ينبغي تعزيز الإجراءات الوقائية في المستشفيات وتوفير المعدات اللازمة لمكافحة الأمراض المعدية، حتى لا تتفاقم الأزمة وتستمر المعاناة في ظل غياب التوجيهات الرسمية.