recent
آخر المواضيع

تراند الهدايا للأساتذة: الكرعي: تكريس لمبدأ الاعتراف وقيمة إنسانية نبيلة

 
أثار تراند تقديم الهدايا للأساتذة، جدلا بمواقع التواصل الاجتماعي، بين مرحب بالفكرة، والاعتراف النبيل بخدمات رجال ونساء التعليم، وبين منتقد لمثل هذه المبادرات. في الوقت الذي يرى آخرون، أن موضوع تقديم الهدايا للأساتذة، كتقليد تربوي، يعكس إحدى القيم الأخلاقية الرفيعة، التي أضحت نادرة في ظل العصر الحديث.

هذا الفعل الإنساني، لا يقتصر على الجانب المادي، بل يتجاوزه، ليكون تعبيرا عن الاحترام، والتقدير، والاعتراف بالجميل، مما يسهم في تعزيز العلاقة الوجدانية بين المتعلم وأستاذه.

بعد تربوي وأخلاقي وراء البادرة

وتعليقا على الواقعة، وسرعة انتشارها لدى التلاميذ المغاربة، قال ربيع الكرعي، أستاذ بسلك الثانوي التأهيلي، إنه استنادا إلى القيم الإسلامية، نجد أن تقديم الهدايا، يعتبر من مكارم الأخلاق التي حث عليها الدين الحنيف، إذ قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: تهادوا تحابوا (رواه البخاري). فالهدية ليست مجرد شيء مادي، بل رمز للتقدير والمحبة، وبناء جسور المودة بين الأفراد. ولم يرد النبي صلى الله عليه وسلم الهدايا التي قدمت إليه، مما يعزز أهمية هذا السلوك النبيل في بناء العلاقات الإنسانية .

وأضاف الكرعي، في تصريح لـ بلادنا24 ، أنه في السياق التربوي، فإن تقديم الهدايا، يدخل ضمن تربية الناشئة على قيم، مثل العرفان، والاعتراف بالجميل، وهي قيم إنسانية عميقة، تعزز احترام التلاميذ لمعلميهم، وتوطد الروابط بينهم . مشيرا إلى أن القسم الدراسي، ليس فقط فضاءً لتلقين المعارف، بل هو بيت ثان للمتعلمين، حيث يتلقون دروسا في الحياة قبل التعليم .

شهادات من التاريخ

وأوضح المتحدث، أن بالتاريخ الإسلامي، أمثلة مشرقة عن العلاقة الوجدانية بين المعلم وتلاميذه، حيث كان الإمام الشافعي يقول عن معلمه الإمام مالك: (كنت أرى مالكا إماما في العلم والأدب، وأقدر له علمه وقدره، وكان يقدرني على الرغم من حداثة سني). كما يروى أن الفيلسوف أرسطو، كان يقدر معلمه أفلاطون، رغم اختلافهما الفكري، وكان يقول: (أحب أفلاطون لكني أحب الحقيقة أكثر). هذه الأمثلة، تبين أهمية العلاقة المبنية على الاحترام المتبادل، والتي يمكن للهدايا الرمزية أن تكون إحدى وسائل تعبيرها .

البادرة تفعيل للحياة المدرسية

ولفت الأستاذ، إلى أن تقديم الهدايا، يعد جزءا من الأنشطة التربوية التي يمكن إدراجها ضمن الحياة المدرسية، حيث تتيح الفرصة للتلاميذ للتعبير عن امتنانهم وشكرهم في جو احتفالي يعزز الألفة والمحبة. هذه المبادرات، تخلق مناخا تربويًا إيجابيًا، يدعم العملية التعليمية، ويشجع على التفاعل الإنساني البناء .

وأبرز الكرعي، أن تقديم الهدايا للأستاذ، ليس مجرد تقليد اجتماعي، بل هو فعل تربوي وأخلاقي يحمل في طياته رسالة عميقة، تتجاوز حدود المادة، إلى معاني المحبة، والاعتراف بالجميل. وبتعزيز هذه القيم، نسهم في بناء أجيال واعية بأهمية العلاقات الإنسانية، القائمة على الاحترام المتبادل، والعرفان بالفضل .

google-playkhamsatmostaqltradent