recent
آخر المواضيع

كوكب الأرض: كيف تكونت الكرة الأرضية، وما حجمها؟

 
كوكب الأرض، الذي يعرف أيضا بالكرة الأرضية، هو الكوكب الثالث من حيث البعد عن الشمس بعد كوكبَي عطارد والزهرة، يعتبر كوكب الأرض الكوكب الوحيد المعروف حتى الآن الذي يمكن أن يَعيش عليه الكائنات الحية، ويُعد خامس أكبر كوكب في النظام الشمسي، كما أنه الكوكب الوحيد في هذا النظام الذي يحتوي على مياه سائلة على سطحه، تتميز الأرض بتنوع تركيبها من الصخور والمعادن التي تدعم الحياة والتطور البيئي عليها، لذلك سنخصص هذا المقال للحديث عن كوكب الأرض.

حجم كوكب الأرض

يبلغ نصف قطر كوكب الأرض حوالي 6371 كيلومترًا، ويصل قطره الإجمالي إلى حوالي 12,742 كيلومترًا، وبالنسبة لحجمه، فإن الأرض تعد خامس أكبر كوكب في النظام الشمسي، كما تقدر المسافة بين الأرض والشمس بحوالي 150 مليون كيلومتر، ويستغرق ضوء الشمس حوالي 8 دقائق للوصول إلى الأرض، مما يعني أن الضوء الذي نراه الآن قد انطلق من الشمس قبل هذه المدة.

مدار ودوران كوكب الأرض

عندما تدور الأرض حول الشمس، فإنها تكمل دورة واحدة كل 23.9 ساعة، ويستغرق كوكب الأرض حوالي 365.25 يومًا لإتمام رحلته حول الشمس، هذه الفترة ليست عددًا كاملاً من الأيام، حيث تحتوي السنة الشمسية على 365 يومًا فقط، مما يؤدي إلى وجود ربع يوم إضافي كل عام. لتصحيح هذا الفارق، يضاف يوم واحد كل أربع سنوات، وهو ما يُعرف بالسنة الكبيسة.

ميلان محور الأرض

يميل محور دوران الأرض بالنسبة لمستوى مدارها حول الشمس بمقدار 23.4 درجة، هذا الميل هو السبب وراء حدوث الفصول الأربعة على كوكب الأرض، ففي جزء من السنة، يميل نصف الكرة الأرضية الشمالي نحو الشمس، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة فيه ويكون فصل الصيف. في نفس الوقت، يميل نصف الكرة الجنوبي بعيدًا عن الشمس، مما يتسبب في انخفاض درجات الحرارة في هذا النصف ويكون الشتاء هناك. بعد مرور ستة أشهر، ينعكس الوضع، حيث يميل نصف الكرة الجنوبي نحو الشمس ويعاني نصف الكرة الشمالي من فصل الشتاء.

التوازن بين الفصول

عندما تبدأ فصول الربيع والخريف، يتلقى كلا نصفي الكرة الأرضية تقريبًا نفس الكمية من الأشعة الشمسية، مما يؤدي إلى توازن في درجات الحرارة ويحدث التغيير في الفصول بينهما بشكل تدريجي.

تتمثل هذه الحركات والتغيرات في حركة الأرض ودورانها في حول الشمس، وتساهم في خلق البيئة المتنوعة التي تدعم الحياة على كوكبنا.

بنية وتكوين الأرض

قبل نحو 4.5 مليار سنة، استقر النظام الشمسي في شكله الحالي، وتشكل كوكب الأرض نتيجة لتأثير الجاذبية التي سحبت الغازات والغبار الفضائي، مما أدى إلى تراكمهما وتكوين الأرض كالكوكب الثالث في النظام الشمسي بعيدًا عن الشمس. كما هو الحال مع الكواكب الأخرى، تتكون الأرض من نواة مركزية، وغطاء صخري، وقشرة صلبة، يمكن تقسيم هيكل الأرض إلى أربع طبقات رئيسية، وهي النواة الداخلية، والنواة الخارجية، والوشاح، والقشرة.

النواة الداخلية:

تقع في مركز الأرض، وهي كرة صلبة مكونة أساسًا من الحديد والنيكل. يبلغ نصف قطر هذه النواة حوالي 1221 كيلومترًا، وتصل درجة الحرارة في هذه المنطقة إلى حوالي 5400 درجة مئوية.

النواة الخارجية:

يحيط بالنواة الداخلية طبقة من السائل الحديدي والنيكلي، ويبلغ سمك هذه الطبقة حوالي 2300 كيلومتر. وتتميز هذه الطبقة بأنها سائلة نتيجة لارتفاع الحرارة والضغط.

الوشاح:

يقع الوشاح بين النواة الخارجية والقشرة. يعتبر هذا الجزء من الأرض الأكثر سمكًا، إذ يبلغ سمكه حوالي 2900 كيلومتر، يتكون الوشاح من صخور منصهرة وحارة ذات قوام يشبه الكراميل، وتتحرك هذه الصخور ببطء نتيجة للحرارة الناتجة عن النواة، مما يتسبب في حركة الصفائح التكتونية على سطح الأرض.

القشرة:

القشرة الأرضية هي الطبقة الخارجية الصلبة التي تغطي الأرض، ويبلغ سمكها في المتوسط حوالي 30 كيلومترًا، تتفاوت سماكة القشرة حسب الموقع، حيث تكون أرق في قاع المحيطات وتصل إلى حوالي 5 كيلومترات، بينما تكون أسمك تحت القارات.

التركيب الكيميائي للأرض

تقدر كتلة الأرض بحوالي 5.98 10² كيلوغرام، وتتكون بشكل رئيسي من العناصر الثقيلة مثل الحديد (32.1%) والأكسجين (30.1%) والسليكون (15.1%) والمغنيسيوم (13.9%) والكبريت (2.9%) والنيكل (1.8%) والكالسيوم (1.5%) والألومنيوم (1.4%). وتشكل هذه العناصر معظم تكوين الأرض، بينما تمثل العناصر الأخرى أقل من 1.2% من تركيبه الكلي.

نظرًا لاختلاف كثافة العناصر، تترتب هذه العناصر في الأرض بشكل غير متساوٍ، حيث تتركز العناصر الثقيلة مثل الحديد والنيكل في نواة الأرض، بينما تنتشر العناصر الأخف مثل الأكسجين والسيليكون في الطبقات الخارجية. ويعتقد البعض أن الحديد يمثل المكون الرئيسي لبنية الأرض، إذ تقدر نسبة الحديد في النواة بحوالي 88.8%، مع كميات أقل من النيكل والكبريت.

سطح الأرض وخصائصه الجغرافية

سطح الأرض غني بالتضاريس المتنوعة، ويضم البراكين، الجبال، الوديان، وكذلك بعض الخصائص الجغرافية الفريدة مثل تلك الموجودة على كوكبَي المريخ والزهرة. الغلاف الصخري للأرض، الذي يشمل القشرة والغطاء العلوي، مقسم إلى صفائح تكتونية ضخمة تتحرك باستمرار. على سبيل المثال، تتحرك صفيحة أمريكا الشمالية باتجاه الغرب فوق حوض المحيط الهادئ بمعدل مشابه لنمو الأظافر، تحدث الزلازل عادة عندما تتصادم هذه الصفائح أو تتباعد، مما يؤدي إلى تكوّن الجبال أو الزلازل.

يشغل المحيط حوالي 70% من سطح الأرض، ويبلغ متوسط عمقه حوالي 4 كيلومترات. يُعدّ المحيط الموطن الرئيسي لمعظم المياه على كوكبنا، حيث يحتوي على 97% من مياه الأرض. وتوجد العديد من البراكين تحت هذه المحيطات، مثل بركان ماونا كيا في هاواي الذي يعتبر أطول من جبل إيفرست إذا ما قيس من قاعدته إلى قمته، على الرغم من أن الجزء الأكبر منه تحت سطح البحر.

توجد أيضًا أطول سلسلة جبال على كوكب الأرض تحت سطح المحيطات، في قاع المحيط المتجمد الشمالي والمحيط الأطلسي. تمتد هذه السلسلة لأكثر من أربع مرات أطول من جبال الأنديز، جبال الروكي، وجبال الهيمالايا مجتمعة.

بذلك، يشكل كوكب الأرض نظامًا معقدًا ومتعدد الأبعاد من حيث التركيب الجيولوجي والكيميائي، مما يساهم في استقرار الحياة على سطحه.

الكرة الأرضية هي كوكب ذو شكل بيضاوي مائل قليلاً وليس كروي تمامًا، وفقًا لوكالة الفضاء الأميركية ناسا ، يبلغ قطر الأرض 12,756 كيلومترًا، ولكن هناك اختلاف طفيف بين قطرها عند خط الاستواء وقطرها عند القطبين، بسبب التفاف الأرض بشكل بيضاوي نسبيًا.

أما فيما يتعلق بكتلة الأرض، فإنها تبلغ حوالي 5.9722 10² كيلوغرامًا، بينما تغطي سطحها مساحة تقدر بحوالي 510.064 مليون كيلومتر مربع. إذا قمنا بحساب محيط الأرض عند خط الاستواء، فإن الرقم يبلغ حوالي 40,030 كيلومترًا.

من ناحية أخرى، يصل عدد سكان الكرة الأرضية وفقًا لتقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) إلى نحو 7.8 مليار نسمة، حيث يشكل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عامًا حوالي 65% من إجمالي السكان.

على صعيد التوزيع الجغرافي للسكان، فإن حوالي 60% من سكان العالم، أي ما يعادل نحو 4.3 مليار شخص، يقيمون في منطقة آسيا والمحيط الهادي. في حين يعيش 17.51% في إفريقيا و9.77% في أوروبا، أما في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، فلا يتجاوز عدد السكان 8.37%.

من بين دول العالم الأكثر اكتظاظا بالسكان، تأتي الصين في المرتبة الأولى بعدد سكان يصل إلى حوالي 1.42 مليار نسمة، تليها الهند بنحو 1.35 مليار نسمة.

وبالنسبة للتوزيع السكاني وفقا للموقع الإحصائي أور وورلد إن داتا ، فإن 62% من سكان العالم، أي حوالي 4.75 مليار شخص، يتركزون في 13 دولة فقط، تشمل الصين والهند والولايات المتحدة وإندونيسيا والبرازيل وباكستان ونيجيريا وبنغلاديش وروسيا والمكسيك واليابان وإثيوبيا والفلبين.

google-playkhamsatmostaqltradent