أثار موضوع طريقة تدبير مدارس الريادة وإشراك الآباء وأولياء التلاميذ جدلا ضمن اللقاء الذي نظمه محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يوم الجمعة الماضي، مع الهيئات الممثلة لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ.
وفي هذا الإطار، قال نور الدين عكوري، رئيس فيدرالية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب، إن من أهم ما تم نقاشه خلال الاجتماع، تجربة “مدارس الريادة”، مضيفا أنها “تواجه تحديات كبيرة، أبرزها غياب التواصل الفعّال مع الأسر داخل المؤسسات التعليمية”. وأكد أن إشراك أولياء الأمور يُعدُّ عاملًا أساسيًا لضمان نجاح أي إصلاح تربوي.
وأشار عكوري، ضمن تصريح لهسبريس، إلى أنه تم الحديث عن كون “العديد من الأسر التي لديها أبناء متميزون، أو أخرى يعاني أطفالها من نقص في الكفايات الأساسية، لا تجد تفسيرات كافية حول كيفية تدبير هذه الفوارق داخل أقسام الريادة، حيث يتم التعامل مع جميع الفئات على قدم المساواة دون توضيح الكيفية للأسر”، موردا أن “التجربة قد تفشل إذا لم يتم تعزيز قنوات التواصل الدوري بين المؤسسات وأولياء الأمور”.
وأوضح المتحدث أن “نجاح الإصلاح يتطلب إمكانيات مهمة، لكن العامل الأهم هو إشراك الأسر في البرنامج التعليمي والاستفادة من تجارب دول نجحت في تطبيق نماذج مشابهة”، وانتقد رفض المؤسسات الريادية إشراك الأسر في العملية التعليمية، معتبرًا ذلك عائقًا كبيرًا، إذ “لا يمكنهم تحقيق النجاح إذا لم يقبلوا النقد البناء من الأسر”.
وأفاد رئيس فيدرالية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب بأنه تم نقاش موضوع الامتحانات، وتحدث عن وجود “نوعين مختلفين: امتحانات موحدة على مستوى المؤسسات غير الريادية، وأخرى وطنية تخص مدارس الريادة”، وتساءل: “هل سيتلقى التلاميذ من الفئتين الشهادة نفسها؟ وكيف سيتم ضمان استمرارية التعليم بين المدارس الابتدائية والإعدادية للريادة؟”.
وأكد عكوري أن “ضمان استمرارية تجربة مدارس الريادة يتطلب رؤية واضحة وشاملة تأخذ بعين الاعتبار الحلقة الأضعف في المنظومة، وهي الأسر”، منبها إلى أن “غياب إشراك هذه الفئة هو الذي أدى إلى فشل العديد من الإصلاحات السابقة”، وختم تصريحه لهسبريس بالتشديد على أن “إشراك أولياء الأمور هو الركن الأساسي لنجاح أي مشروع إصلاحي في مجال التعليم”.
من جانبه، أعلن الوزير محمد سعد برادة أن “هذا اللقاء يأتي في سياق المقاربة التشاركية التي تنهجها الوزارة مع جميع المتدخلين والشركاء”، مؤكدا أن الشريك الرئيسي للمدرسة هو جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ، حيث لا يمكن الحديث عن المدرسة دون استحضار الدور الاستراتيجي لهذه الجمعيات في الارتقاء بأداء المؤسسات التعليمية، وذلك من خلال التتبع اليومي والدائم لسير العمل بها، ومعالجة كل ما يمكن أن يؤثر على العملية التعليمية، مع العمل على الارتقاء بالحياة المدرسية والأنشطة الموازية لما في ذلك من أثر إيجابي على التعلمات”.