في ظل الإشكاليات التي تواجه قطاع التعليم في المغرب، يبرز اسم السيد عبد العالي السعيدي، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي بسطات، كأحد القامات التي قدمت العديد من الإنجازات الهامة على مستوى الإقليم، ما جعله رمزًا للنزاهة والكفاءة في تسيير الشأن التربوي. منذ تعيينه، عمل السيد اسعيدي على تجسيد رؤية الوزارة من خلال مشاريع تطويرية وإصلاحية جعلت من إقليم سطات واحدًا من المناطق الرائدة في التعليم بالمغرب.
السيد اسعيدي الذي يحمل تكوينًا أكاديميًا رفيعًا وخبرة واسعة في مجال التعليم والإدارة، بدأ مسيرته المهنية في ميدان التدريس قبل أن يتقلد مناصب إدارية هامة، كما أن تخرجه من المدرسة الوطنية للإدارة، في إطارالتكوين المتخصص في الإدارة العمومية، جعله على دراية تامة بالتحديات التي تواجهها المؤسسات التعليمية في المغرب. تجاربه المتنوعة أسهمت بشكل كبير في تطوير أساليب العمل وتخطيط المشاريع التربوية على مستوى المديرية الإقليمية.
من بين أبرز الإنجازات التي حققتها المديرية تحت قيادته، نجد تحسين نتائج الامتحانات الإشهادية. في عام 2021، أظهرت المديرية الإقليمية تحسنًا ملحوظًا في نتائج شهادة التعليم الابتدائي، حيث بلغت نسبة النجاح حوالي 95.58%، وهو ما يُعد ثمرة عمل جاد ومستمر من قبل الأطر التربوية والإدارية التي كانت تحت إشرافه.
كذلك، شهدت المديرية تحولًا كبيرًا في كيفية التعامل مع الأزمات، خاصة خلال جائحة كوفيد-19. تم اعتماد التعليم عن بعد والتناوب بين التعليم الحضوري والتعليم الذاتي لضمان استمرارية الدروس، ما يعكس قدرة الإدارة على التكيف مع الظروف الطارئة. في الوقت ذاته، سُجلت تحسنات ملموسة في البنية التحتية للمؤسسات التعليمية، عبر دعم مشاريع التعليم الأولي وتوسيع العرض التربوي.
على الصعيد الرياضي، أظهر السيد اسعيدي التزامًا قويًا بتطوير الرياضة المدرسية. تم تنظيم تظاهرات رياضية ضخمة، مثل البطولات الإقليمية، التي جمعت مئات التلميذات والتلاميذ. وتهدف هذه الأنشطة إلى تعزيز جودة التعليم عبر الرياضة، باعتبارها وسيلة فعالة لاكتشاف الطاقات والمواهب في صفوف المتعلمين.
من بين الإنجازات البارزة التي حققها السيد المدير الإقليمي هو نجاحه في تعزيز تدريس اللغة الأمازيغية في المدارس. كان لهذا المشروع دور كبير في تكريس الهوية الثقافية وتعزيز التنوع اللغوي في الإقليم. بفضل جهوده، أصبح تدريس الأمازيغية جزءًا أساسيًا من المناهج الدراسية، حيث تم تدريب العديد من المعلمين، وتم توفير المواد التعليمية اللازمة لضمان استمرارية هذا المشروع الناجح.
تميزت كذلك أعمال السيد السعيدي بالمبادرة التي أطلقها لدعم البيئة داخل المدارس. فقد أطلق برنامج "المدارس الإيكولوجية" بهدف تعزيز الوعي البيئي بين الطلاب، والعمل على تفعيل مشاريع مدرسية خضراء. هذه المبادرة شملت تنظيم ورشات عمل حول أهمية الحفاظ على البيئة، كما تم تشجيع الطلاب على المشاركة في الأنشطة البيئية والتثقيفية.
لقد عمل السيد المدير الإقليمي على تحسين بيئة العمل داخل المؤسسات التعليمية، سواء من حيث الموارد البشرية أو المادية. تم تفعيل عدد من الدورات التدريبية للأطر التربوية والإداريين لتحسين مهاراتهم في مجال التدريس والإدارة، بالإضافة إلى الاهتمام بتوفير البنية التحتية المناسبة لتلبية احتياجات المؤسسات التعليمية. كما أن جهوده في دعم الابتكار التربوي كانت واضحة من خلال المشاريع التي تم تنفيذها على مستوى التعليم عن بُعد والمناهج الحديثة.
يتميز السيد المدير الإقليمي بقدرته الفائقة على إدارة المؤسسات التعليمية على مستوى الإقليم، فهو معروف بتواضعه واهتمامه البالغ بتوفير بيئة تعليمية ملائمة. بفضل قيادته الحكيمة، تم تعزيز التعاون بين الإدارات التعليمية المحلية والهيئات المختلفة، ما أسهم في تقديم أفضل خدمة تعليمية للمجتمع المحلي.
إن النزاهة التي يتمتع بها السيد المدير الإقليمي تعد حجر الزاوية في عمله اليومي. في كل مرحلة من مراحل عمله، يتعامل مع الإشكالات والمشاكل بشفافية تامة ويحرص على اتخاذ قرارات تخدم مصلحة التلاميذ الأطر التربوية على حد سواء. هذه النزاهة جعلته يحظى باحترام الجميع، سواء من داخل القطاع التعليمي أو من خارجه.
الإنجازات التي تم تحقيقها تحت إشراف السيد عبد العالي اسعيدي لا تقتصر على النتائج التربوية فقط، بل تشمل أيضًا تحسين بيئة العمل وتوفير الموارد البشرية اللازمة لضمان سير العملية التعليمية بشكل سليم، رغم التحديات الكبيرة التي تواجه الإقليم.
إن السيد عبد العالي اسعيدي يعد نموذجًا للمسؤول الإداري الذي لا يدخر جهدًا في خدمة المصلحة العامة والعمل بكل نزاهة واحترافية لتحقيق المصلحة التربوية لمستقبل أفضل للمجتمع، وهو ما يجعله نموذجًا يحتذى به في مجال القيادة التربوية.