تعيش جماعة أولاد سيدي علي بن يوسف على وقع حوادث مأساوية متكررة بالطريق المحاذية لمدرسة بوطويل والتي أصبحت تهديدًا يوميًا لأرواح التلاميذ وسلامة السكان. الحادثة الأخيرة التي وقعت يوم الأحد الماضي خلفت وفاة شخصين أحدهما في مكان الحادث والثاني في اليوم التالي متأثرًا بجروحه، بينما لا يزال ثلاثة آخرون في حالة حرجة، مما يعكس خطورة هذا الطريق الذي يفتقر إلى أبسط معايير السلامة المرورية. الطريق المحاذية للمدرسة تُعرف بغياب مطبات السرعة التي من شأنها الحد من تهور السائقين، كما أن إشارات التشوير شبه منعدمة، مما يجعل السائقين يعبرونها بسرعة مفرطة دون أي اكتراث بوجود مؤسسة تعليمية قريبة. هذه الوضعية دفعت أولياء الأمور إلى التعبير عن مخاوفهم من تكرار الحوادث التي قد تودي بحياة أبنائهم الذين يعبرون هذا الطريق يوميًا للوصول إلى المدرسة.
السكان وجهوا نداءات عاجلة للسلطات المحلية ووزارة التربية الوطنية لاتخاذ إجراءات فورية لضمان سلامة التلاميذ ومستعملي الطريق. أبرز المطالب تضمنت إنشاء مطبات سرعة بالقرب من المدرسة للحد من السرعة المفرطة، وتركيب إشارات مرورية واضحة تُنبه السائقين بوجود مؤسسة تعليمية قريبة، وتثبيت رادارات مراقبة السرعة لتفعيل الرقابة الفورية على السائقين المتهورين، وتعزيز التواجد الأمني عبر دوريات مستمرة لمراقبة الوضع وضمان الامتثال لقوانين السير.
وزارة التربية الوطنية تتحمل مسؤولية كبيرة في حماية التلاميذ من مخاطر الطرق المحاذية للمؤسسات التعليمية. هذه المسؤولية تتطلب التنسيق مع وزارة التجهيز والنقل لإدراج مدرسة بوطويل ضمن أولويات مشاريع تأهيل البنية التحتية، بما يشمل تحسين ممرات المشاة وإعادة تأهيل الطريق المحاذية للمدرسة لتوفير بيئة آمنة للتلاميذ.
السائقون بدورهم مطالبون بالالتزام بقوانين السير، خصوصًا في المناطق القريبة من المؤسسات التعليمية، حيث يعول السكان على وعيهم للحد من الحوادث المميتة. الجماعة الترابية وأجهزة الأمن المحلية مطالبة أيضًا بتفعيل خطط عاجلة لحماية الأرواح، بما في ذلك مراقبة الطريق بشكل دائم واتخاذ تدابير صارمة للحد من السرعة المفرطة.
صرخة السكان تتجاوز كونها مجرد مطالب بل هي نداء إنساني يهدف إلى إنقاذ أرواح التلاميذ الأبرياء الذين يواجهون خطر الموت يوميًا على هذا الطريق. إصلاح الطريق المحاذية لمدرسة بوطويل وتأمينها بشكل كامل يمثل ضرورة ملحة يجب أن تكون ضمن أولويات السلطات المحلية والجهات المعنية لتفادي المزيد من الكوارث التي تهدد سلامة المجتمع.