شدد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، اليوم الثلاثاء بالرباط، على أن إصلاح منظومة التربية والتكوين يرتكز أساسا على تجويد المناهج الدراسية، باعتبارها محورا أساسيا في تطوير المدرسة المغربية.
وأبرز الوزير، خلال افتتاح يوم دراسي حول المناهج والبرامج الدراسية الذي تنظمه اللجنة الدائمة لتجديد وملاءمة المناهج والبرامج، أن عملية التجويد تتطلب التجديد المستمر لمواكبة التغيرات العلمية والتكنولوجية، مع الحفاظ على الهوية الوطنية والخصوصيات المغربية.
وأكد أن اللجنة الدائمة تلعب دورا محوريا في هذا الإصلاح من خلال تقييم البرامج الدراسية واقتراح تعديلات ملائمة، معتبرا أن نجاح هذه العملية يعتمد على إشراك الخبراء والمهنيين واعتماد مقاربات علمية دقيقة لضمان انعكاسات إيجابية على المتعلمين والأساتذة والمنظومة التربوية ككل.
التزام حكومي بدعم الإصلاحات
وأشار الوزير إلى أن الحكومة، بمعية القطاعات المعنية، تلتزم بدعم أشغال اللجنة الدائمة من خلال توفير كافة الوسائل الضرورية لتمكينها من تحقيق أهدافها، خاصة في إطار مشروع مؤسسات الريادة الذي يسعى إلى تعزيز جودة التعليم.
من جهته، نوه محمد الصغير جنجار، رئيس اللجنة الدائمة، بالدور الفاعل للوزارة في تيسير عمل اللجنة، مؤكدا أن هذه المبادرة تأتي ضمن رؤية إصلاحية تمتد من 2015 إلى 2030، بهدف ملاءمة المناهج مع التحولات السريعة في المجال المعرفي والتربوي والتكنولوجي.
رهان على مقاربة شمولية
وأضاف جنجار أن المغرب راكم خلال العقود الماضية خبرات هامة في مجال إصلاح التعليم، مشيرا إلى أهمية الانتقال من المقاربة التجزيئية التي تركز على البرامج الدراسية إلى مقاربة شمولية ونسقية تأخذ بعين الاعتبار مختلف مكونات منظومة التربية والتكوين.
ويشمل البرنامج الدراسي لهذا اليوم محورين رئيسيين، حيث تتناول الجلسة الأولى آليات إعداد وتطوير المناهج، الامتحانات، تقييم التعلمات، والمواكبة اليقظة للمناهج، فيما تناقش الجلسة الثانية قضايا التعليم العتيق، التمدرس الاستدراكي، التربية الدامجة، محو الأمية، الرياضة المدرسية، والتوجيه المدرسي والمهني.
ويأتي هذا اللقاء في إطار سلسلة من النقاشات التي تهدف إلى الاستماع لآراء المسؤولين والخبراء والمهنيين، قصد بلورة تصور متكامل حول تطوير المناهج التعليمية وفق رؤية إصلاحية شاملة تستجيب لتحديات الحاضر والمستقبل.