في اطار كرسي الصحة النفسية لفائدة طلبة الجامعة نظم ماستر العلوم الشرعية والبناء الحضاري، يوم 15 فبراير الجاري، ندوة علمية في موضوع: أبعاد الإدمان: مقاربات متعددة التخصصات.
وجاءت هذه الندوة في جلستين، الجلسة العلمية الأولى افتتحتها الدكتورة ثرية وديع وهي طبيبة نفسية سريرية ومعالجة نفسية ومؤسس غرفة نفسية وجاءت المحاضرة بعنوان: La part alcoolique du soi : entre conscience et transformation.
تقدمت الأستاذة المحاضرة بداية بكلمة شكر وجهتها للحضور والأساتذة المشاركين تلا هذه الكلمة تقديم مضامين المداخلة وأهم هذه المضامين:
مسببات الإدمان: ومنها ما هو اجتماعي يكتسبه الشخص منذ طفولته ومنها ما هو عقلي ما يطلق عليه بالدهان.
كما أشارت إلى أن الشخص المدمن يكون ذا حساسية اتجاه هذه المسببات وخاصة الاجتماعية منها، مما يودي به في الأخير.
انتقلت بعد ذلك لعرض نظرية فرويد والتي يؤكد فيها أن هناك علاقة وطيدة بين الإدمان والأزمات التي تعرض لها الشخص المدمن منذ نعومة أظافره.
كما أوضحت مراحل النمو الجنسي عند الأشخاص، يبدأ من مرحلة الرضاعة وتعلقه بأمه الى حين انفصاله عنها نفسيا وبداية تكوينه لذاته.
وتلا هذا بيان مراحل النمو الجنسي وعبرت عنها فضيلتها أولا بالرغبة في الطعام وتليها الحاجيات الأخرى والتي تكون اما حاجيات داخلية أو خارجية، وتنحو هذه الحاجيات منحى عكسي لدى الإنسان بعد تعرضه للإدمان.
وبعد مرحلة الرغبة في الطعام تأتي تباعا المرحلة الشرجية، وهذه المرحلة تبدأ في سن 8 سنوات، وتكون ناتجة بالأساس عن الاضطرابات داخل الأسرة.
تكون الأنا لدى الأطفال يعد بداية الوعي ويتوقف هذا الوعي فور تعرض الطفل الصغير للصدمة ويصبح لدى الطفل ضعف في بناء شخصيته.
واختتمت الأستاذة الكريمة مداخلتها بذكر نموذج للتغيير يرتكز على ست مراحل أولها: المرحلة التي يكون فيها الإنسان جاهل للمشكل ويستبعد أن تعاطيه للمخدرات سبب الاضطراب الذي يعاني منه.
المداخلة الثانية: الدكتورة سهام ابن المجدوب الحسني وهي طبيبة نفسية ومعالجة نفسية سريرية، حول موضوع: l approche neuropsychologique de l ddiction.
افتتحت الأستاذة المحاضرة المداخلة بكلمة ترحيبية وكان أهم مضامينها تعريف الإدمان وبعدها تقديم القصة المختصرة لبداية الكشف عن الإدمان، فكانت أول دراسة حول الإدمان سنة 1971 في الولايات المتحدة الأمريكية من طرف B.RUCH.
أليات عمل الدماغ وحصرتها فضيلتها في ثلاث آليات الفكرة والسلوك ومن ثم المعرفة وكل هذه الآليات المسؤول عنها الرئيس الدماغ الذي يمكن الإنسان من الحصول على المعرفة ومعالجتها.
وختمت الأستاذة الكريمة مداخلتها ببيان طرق علاج الإدمان والتي تكون اما عن طريق أدوية يتناولها المريض، أو علاج اكلينيكي عن طريق جلسات مع الطبيب المعالج.
الجلسة العلمية الثانية
المداخلة الأولى: مداخلة الدكتور عبدالجبار شكري متخصص في علم الاجتماع وعلم النفس حول موضوع: المقاربة السوسيولوجية للإدمان.
وأهم مضامين هذه المداخلة:
تقسيم الأمراض النفسية إلى أمراض اجتماعية أساسها الأسرة وأمراض الدولة التي يرجع سببها للمحسوبية والزبونية.
تحدث فضلته بداية عن تعريف موجز للإدمان عنده حيث قال إن الادمان يتعدى المخدرات ليكون لصيق بالسلوك اليومي للإنسان,
للإدمان وجوه عدة منها الإدمان على القمار والإدمان على الأكل ومن ثم الإدمان على المخدرات كما أشار إلى أن الإدمان هو سلوك خارج عن حرية الإنسان وسلوكياته واعتباره ظاهرة مرضية.
كما تناول الإدمان من خلال ثلاث مقاربات:
المدرسة الوضعية وتنظر هذه الأخيرة للإدمان كظاهرة تنتج خارج وعي الإنسان، كما ترى هذه المدرسة أن الإدمان نتيجة للخلل البنيوي في بناء الإنسان، بداية بالاختلال في العلاقات البنيوية والمهنية ومن ثم الخلل في العلاقات الأسرية (العلاقة الزوجية)
المدرسة البنيوية الوظيفية: وهذه المدرسة ترى أن من مسببات الإدمان الخلل الذي يقع بين الإنسان وعلاقته بالمجتمع، والخلل الذي يقع بين الإنسان وأسس بنائه الأسرة والمدرسة.
نظرية الصراع: وصاحب هذه النظرية كارل ماركس ولويس كوفر وغيرهم
وهذا الصراع يكون بين مكونات المجتمع تنشئة وتنشئة أخرى مما يؤدي الى تيه الإنسان بين هذه الظواهر.
وختم المحاضر مداخلته بقوله إن علاج الإدمان، يتكون بالأساس من خلال علاج مضمونه الرئيس، وعلاقته بباقي المقاربات.
المداخلة الثانية: الدكتور محمد بلكبير رئيس مركز الأبحاث والدراسات في القيم بالرابطة المحمدية للعلماء حول موضوع: قراءة سيكو تربوية في جدلية المبنى والمعنى وحصر قضية الإدمان في الجمع والمنع (التمنيع). وأهم مضامين هذه المداخلة:
-النظر للإنسان باعتباره كائن وجوديا، ومن ثم كائنا تفضيليا
مركزية الاستخلاف في وجود الإنسان انطلاقا من قوله تعالى : وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰٓئِكَةِإِنِّے جَاعِلٞ فِے اِ۬لَارْضِ خَلِيفَةٗۖقَالُوٓاْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُّفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ اُ۬لدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيَ أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَۖ سورة البقرة الآية 30.
وقوله تعالى: يَٰدَاوُۥدُ إِنَّا جَعَلْنَٰكَ خَلِيفَةٗ فِے اِ۬لَارْضِ فَاحْكُم بَيْنَ اَ۬لنَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ اِ۬لْهَو۪يٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اِ۬للَّهِۖ إِنَّ اَ۬لذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اِ۬للَّهِ لَهُمْ عَذَابٞ شَدِيدُۢ بِمَا نَسُواْ يَوْمَ اَ۬لْحِسَابِۖ 25 [ص: 25]
ترجع تسمية المخدر للحجاب الذي كان يضعه النساء، ومن هنا جاء التخدير وهو حجب عقل الإنسان عن أداء واجبه وتغيب عقله.
أسس كفايات السلوك السوي.
السواء في ترابطه بين المعنى والامعنى.
ما يثير المشكلات لدى الإنسان بالأساس الفراغ الداخلي.
غياب التمنيع للإنسان يساهم في تعرضه لخطر الإدمان
وبعد انتهاء المداخلة فتح باب النقاش، وانتهت فعاليات الندوة بتقديم دروع وشواهد المشاركة.