انتقد النواب المغاربة بشكل حاد واقع الجامعات المغربية، مؤكدين على أن التعليم العالي يعاني من مجموعة من المشاكل الخطيرة. من أبرز هذه التحديات:
الحرمان من المنح الدراسية: حيث يتم توزيع المنح الدراسية على المحظوظين ، مما يحرم العديد من الطلبة المستحقين من الحصول على الدعم المالي اللازم.
ارتفاع رسوم الولوج إلى الماستر والدكتوراه: وهو ما يجعل التعليم الجامعي بعيد المنال عن كثير من الطلاب.
ضعف البحث العلمي: بالرغم من أهمية البحث العلمي في تقدم الجامعات، إلا أن الجامعات المغربية تشهد تراجعاً في هذا المجال.
الاكتظاظ وضعف البنية التحتية: مما يؤثر سلباً على جودة التعليم والخدمات المقدمة للطلبة.
الهدر الجامعي: ظاهرة تؤرق البرلمانيين والطلبة
كما أشار النواب إلى تفشي ظاهرة الهدر الجامعي بشكل واسع، وهو ما ينعكس سلباً على مسيرة العديد من الطلبة الذين يتركون الدراسة لأسباب متعددة. وطالبوا بضرورة وضع استراتيجيات مبتكرة للحد من هذه الظاهرة، من خلال تحسين جودة التكوين، وتوفير دعم للطلبة في وضعية هشاشة، وتشجيع المشاريع البحثية التي تعزز من فرص نجاحهم الأكاديمي.
رد وزير التعليم العالي: الهروب من المسؤولية والتبريرات
في رده على هذه الانتقادات، تهرب وزير التعليم العالي، عز الدين الميداوي، من الإجابة المباشرة على معاناة الطلبة، وخاصة فيما يتعلق بتفشي الهدر الدراسي في الجامعات المغربية. كما لم يقدم الوزير حلولاً فعّالة لتطوير الوضع الحالي، بل اكتفى بالقول إن الهدر الدراسي هو ظاهرة دولية، معتبراً أن الوضع في فرنسا وأوروبا يشهد نسباً عالية من الهدر تصل إلى 80% في فرنسا و30% في أوروبا ككل.
المنح الجامعية: تقاذف المسؤوليات بين الوزارات
من جانب آخر، حاول الوزير الميداوي تبرئة وزارته من المسؤولية المباشرة في توزيع المنح الدراسية، حيث أكد أن هذه العملية تتم بشكل مشترك مع وزارة المالية. وأضاف أن عدد المستفيدين من المنح الجامعية بلغ 174 ألف طالب بنسبة 93%، مما يعتبر حسب الوزير رقماً مرتفعاً.
حاجة ماسة لإصلاح التعليم العالي في المغرب
تظل الجامعات المغربية بحاجة ماسة إلى إصلاح شامل يضمن توفير بيئة تعليمية ملائمة للطلبة، مع تحسين البنية التحتية، وتعزيز الدعم المالي، وتقديم فرص متكافئة لجميع الطلبة. إن وضع استراتيجيات فعّالة لمكافحة الهدر الجامعي ورفع جودة التعليم هو الطريق الوحيد لإنقاذ التعليم العالي في المغرب.