وجه رئيس فريق التقدم والإشتراكية بمجلس النواب، رشيد حموني، طلبا إلى رئيس لجنة التعليم والثقافة والاتصال بالمجلس، من أجل عقد اجتماعها بحضور وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وذلك في أقرب الآجال لمناقشة خلفيات إنهاء مهام عدد كبير من المدراء الإقليميين لقطاع التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
وقال حموني أن فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يُتابع، بتساؤلاتٍ عريضة وحارقة، على غرار باقي الرأي العام التعليمي تحديداً والوطني عموماً، ما ورد إلى عِلم الجميع من كون الوزارة المعنية أقدمت، بصورةٍ مفاجئة، على إنهاء مهام عددٍ كبير من المديرين الإقليميين التابعين لوزارتكم .
وأوضح البرلماني أنه من واجب الوزير أن يفسر لممثلي الأمة، وبالتالي للرأي العام، الخلفياتِ والأسباب الحقيقية وراء اتخاذ هذه القرارات الصادرة دفعةً واحدة وفي هذا التوقيت بالذات في الأنفاس الأخيرة من العُمر الانتدابي للحكومة، خاصة وأنَّ هذه القرارات شملت مدراءَ إقليميين (عددٌ منهم على الأقل) مشهودٌ لهم بالجدية والكفاءة المهنية والنزاهة والحياد الإداري، وبنجاعة الأداء ونظافة اليد، وحققوا إنجازاتٍ مؤكَّدَة بدلائل الأرقام، في مسؤولياتهم، كما راكموا مساراتٍ علمية ومهنية مميَّزَة، ويحظون بثقة كبيرة في أوساط أسرة التعليم ولدى الفرقاء والشركاء، كما شملت القرارات مديرين لم يمر على تعيينهم سوى سنتيْن، على حدِّ ما هو في علمنا (حسب نص الطلب).
وتساءل حموني، حول ما إذا كان الأمر يتعلق بتصوراتٍ جديدةٍ لإصلاح التعليم لا يتقاسمها هؤلاء المسؤولون المعفيون من مهامهم، أم أن الأمرُ يرتبط بتقصير في الأداء المهني يجب أن تعلله الوزارة وتفسر المؤشرات العامة المعتمدة والمعايير والمرجعيات التعاقدية للتقييم ، أم أن الأمر يتعلق بمجرد تصفية تركة الوزير السابق الذي كان قد برهن على اهتمامٍ أكثر بالمدرسة العمومية، بما يكرِّسُ مقاربة القطيعة والغرق في دوَّامة الإصلاح عوض البناء على التراكم أم أنه يرتبط بصلاحياتٍ جديدة ومستقبلية في إطار تعزيز اللاتمركز الإداري .
وسجل حموني تخوفه من أنْ تكون هذه القراراتُ منطويةً على منطق انتقائي مبني على شططٍ في استخدام السلطة، أو على حساباتٍ سياسوية وانتخابوية أو مَقَاسَاتٍ حزبية أو ذاتية ، لا سيما وأن القطاع المعني يشرف على برامج ضخمة الإمكانيات والامتدادات، وله طابع اجتماعي بامتياز، وفيه تَــــمَاسٌّ مباشر مع ملايين المواطنات والمواطنين .